عندما تبحث في الحالة السياسية اللبنانية، ستشاهد العجائب التي لا تخطر على عقل في كمية التناقض الذي ستراه.
وعلى سبيل المثال، نظرة بعض القيادات والمواطنين إلى واقعية الدولة على الأرض، فيخرج لنا زعيم «حزب الله» حسن نصرالله ليرد على مطالبات شركائه في الوطن، بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، بالقول أمام جماهيريه، عندما تكون هناك دولة، تعالوا اطلبوا مني تسليم السلاح لها… ويصفق مناصروه بحرارة!
وكذلك ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر والمرشح الدائم للرئاسة، عند كل تصريح او لقاء يصرخ «وين هي الدولة»! ثم ترسم «الشرق الاوسط» كاريكاتوراً عن لبنان، فيتوحد قياديو الحزب والتيار والمناصرون الذين كانوا يصفقون لهم للاحتجاج ضد الجريدة، قائلين «وكيف بتسمح لحالها ترسم هيك عن الدولة اللبنانية»؟
تأخذ الدول الخليجية قرارا بابعاد مناصري الحزب من الخليج، فيتحرك من هم في دائرة خطر الابعاد، ويوسط الجنرال عون، البطريرك بشارة الراعي لحماية انصاره، فيجتمع البطريرك مع السفراء الخليجيين في لبنان للطلب منهم عدم أخذ كُل اللبنانيين بجريرة افعال «حزب الله»! ومع احترامنا الكبير للبطريرك، هل نسي أن هناك بعض الاحزاب تغطي تصرفات «حزب الله»؟ فنحن لا نأخذ كل الشعب اللبناني بجرائر «حزب الله»، ولكن من كان يدعي اننا في الخليج دولا لا تنتج إلا الارهاب، سندفع بكل قوة إلى ابعاد أنصاره من دولنا لكي «نحميهم من هذا الفكر الذي كانوا يتهموننا به». واما من كان يرفض التحريض ضد دول الخليج وشعوبها، فلا خطر عليه وسيبقى محل احترام وتقدير بالنسبة إلى ابناء دول مجلس التعاون.