انشغل الشارع الكويتي في الأيام الماضية في الحديث عن اضراب عمال القطاع النفطي، إلى أن وصل الأمر ذروته امس الأحد وهو اليوم الذي طبق فيه الإضراب .
وانقسم الشارع كما في اي قضية بين مؤيد ومعارض وكل هذين الفريقين اتفقا على ان سبب الإضراب الرئيسي تتحمله الحكومات المتعاقبة لا سيما حكومة سنة 2008 والتي استجابة في ذلك الحين لتهديدات ومطالبات موظفي النفط وزادت من مميزاتهم بشكل جنوني (وتأتي الان لتخفض بعضها) .
كما اتفق الفريقان على أن “الإضراب” بحد ذاته حق من حقوق أى مواطن كفله له الدستور والمعاهدات والمواثيق الدولية للعمال والتي التزمت بها الكويت (مالم يتضرر البلد) .
النقطتين السابقتين سأعتبرهما ركيزة واساس سأستند عليهما في ما سأتطرق اليه بخصوص “صحة الإضراب من عدمه” وبشكل موجز .
أولاً : في اي اضراب يجب ان يتفق “المضربين” على طلبات محدده وأسباب معينه يفهمها الجميع يستندون عليها في اضرابهم ، لكن في هذا الاضراب وحسب متابعتي له واستفساري من عدة موظفين بالنفط ، اتضح لي ان كل “شخص منهم” يغني على ليلاه ، ويضع له سبب يعتبره اساس للاضراب ، فبات واضحاً أن الأمر ليس منظم بل وتعمد البعض أن يجعله سائباً ليستقطب اكبر عدد ممكن .
ثانياً : شاهد الجميع أن النقابات لم تتدرج في مطالبها واحتجاجها بل اتجهت إلى الاضراب مباشرة، ولم تضع لها آليات تصاعديه بوسائل الاحتجاج كما هو متعارف في كل الاحتجاجات في أى دولة، ولم تتخذ اي خطوات قانونية من شأنها أن ترد (حقوق عمالها كما تدعي) .
ثالثاً : لم يراعي المضربين مصلحة الكويت بشكل عام بل وضعوا مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار (فهم يعلمون أن الكويت ستخسر ملايين أو مليارات الدنانير نتيجة لاضرابهم) وسيشل اقتصاد البلد الذي يعتمد اعتماداً كلياً على النفط .
رابعاً : اتسمت خطابات وتصريحات قيادات النقابات وعدد من الموظفين بالحده وتخوين من يرفض هذا الاضراب (ففي الوقت الذي يعتبرون أن اضرابهم حق، يقومون انفسهم بمنع حق الآخرين بمعارضتهم وكأنهم فقط من يملكون الحقوق) .
خامساً : يتحدثون عن أن الاضراب يأتي لصالح الشعب ككل، وفي نفس الوقت يصرح رئيس نقابة العاملين في شركة نفط الكويت “المضربه” (حسب صحيفة الراي) أن من المتوقع حدوث كوارث بيئية نتيجة انبعاث غازات من باطن الأرض في بعض المناطق النفطية، كان يتم التعامل معها وفق آليات علمية وفنية دقيقة، و أن هذه الغازات يمكن أن تحدث انفجارات، بسبب التسرب الغازي وقد تؤدي إلى حدوث إصابات سرطانية خطيرة !!!
فلا أعلم عن أي مصلحة يتحدثون ؟!!
ملاحظة هامة :
اغلب الأسباب التي استند عليها البعض في اضرابهم ، هي امور لم تتحقق بعد (فلا بديل استراتيجي قد أُقِر ، ولا رواتب قد مست ) وأن شعار إن قَبِل موظفي النفط ما تريده الحكومة، فانها ستنتقل إلى بقية القطاعات لا يندرج الا تحت اطار الفرضيات .
فلهذا وأكثر اعتبر كمواطن أن هذا الاضراب غير مستحق، وأرفض اسلوب ابتزاز النقابات للحكومة و أرفض تهديد مصدر دخل البلد الوحيد.