كأي مجتمع مدني معاصر تتصدر الواجهة وتستحوذ على المشهد الأمامي في المجتمع الكويتي نخبة من الساسة والمثقفين والقياديين حازوا هذه المكانة كنتيجة لروح المثابرة والمبادرة التي يتمتعون بها وما يتصفون به من شجاعة وإقدام ، وصدق الشاعر حين لخّص ذلك بقوله:
لولا المشقّة ساد الناس كُلُّهُمُ
الجود يفقر والإقدام قتّال.
والحقيقة المُرّة أن بعضاً من هؤلاء المتصدرين – أقول بعض – إنما نالوا تلك المكانة ” بالواسطات ” فمُهّد لهم الطريق وتقدموا الصفوف وفيهم من نجح وفيهم من أخفق وانكشف.
ومايؤلمني حقاً أنني طوال مسيرتي العملية والعلمية والمهنية قد تعرّفت على عدد كبير من أبناء الكويت يتمتعون بقدر عالٍ من العلم وتتوافر فيهم كل الخصائص التي تؤهلهم للإبداع والتميّز والنجاح والبروز ومن ثمّ توجيه المجتمع ، وهم بالفعل ناجحين على مستواهم الشخصي محبين لوطنهم ولكن ما ينقصهم هي فرصة الظهور التي حُجبت عنهم ، إنهم النخبة المحجوبة وما أكثرهم في مجتمعنا إنهم يستحقون من صانع ومُتّخذ القرار أن يبحث عنهم أو يهيّئ لهم فرصة الظهور ، وهم ليسوا عنه ببعيد.