تعيش الكويت حالياً في حقبة زمنية صعبة لا تُحسد عليها ، حقبة مليئة بالأزمات والصراعات الداخلية رغم ما يبثه الاعلام الرسمي والقريب منه من صور مشرقة وايجابية ومهرجانات وأوبريتات غنائية .
فالكويت باتت تنتقل من أزمة الى أزمة دون أي تحرك جدي من الحكومة ومجلس الأمة ، ودون اي حل جذري ورؤية واضحة لحل هذه المشاكل والأزمات التي تتراكم يوماً بعد يوم ، والتي بات المواطن يستشعرها يوميا .
فعلى سبيل المثال لدينا ومنذ سنوات طويلة أزمات ومشاكل حقيقية وكبرى يراها الجميع وتبرز للجميع بشكل متواتر وباتت محور حديث الجميع بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم العمرية .
فمنها أزمة عنصرية ، عرفت بأزمة البدون ( وتداعياتها) والتي تشتد خطورتها في شتى مجالات الحياة يومياً دون رغبة حكومية جادة وواضحة لحلها .
كما اننا نعيش أزمة رياضية ، بسبب صراعات الاقطاب الرياضية الى أن وصلن بنا الحال الى الوقف الرياضي ، وحرن شبابنا من المشاركة في المحافل الدولية ، على الرغم من أن الرياضة هي المتنفس الأبرز للشباب الذين هم عماد المجتمع .
مروراً بالأزمة الاسكانية والتي اصبح كل مواطن يتحسر عليها ، حيث ان الدستو قد كفل له حق السكن واجبر الحكومة على توفير (سكن) لكل مواطن بعد ٥ سنوات من زواجه الا انه اصبح ينتظر ما يقارب ال٢٠ سنه ليستلمه ، كما اننا بتنا نرى (بعد ان وعدت الحكومة بحل المشكله) اننا دخلنا في مشكله اخرى وهي مشكلة البيوت المتهالكة والتي فاحت رائحتها في منطقة شمال غرب الصليبيخات والتي فضحة الحكومة أكثر .
اما مشكلة الوطن الأبرز حالياً هي مشكلة الأزمة الاقتصادية ، وكيف أن الحكومة متخبطة لأبعد الحدود ولم توجد رؤية اقتصادية لحلها ، ولم ترى حل لها سوى جيب المواطن ووقف الدعوم ورفع اسعار الكهرباء وغيره (وكأن الحكومة تريد معاقبة المواطن بسبب فشلها هي) .
فالى متى سنستمر بهذا الوضع دون رؤية وحل جذري ؟!؟ أوليس من حق الكويت علينا كنظام وشعب ان ننهض بها و نعالج أزماتها المتتالية ؟!؟
فهنا ومن خلال هذا المقال سأضع بعض النقاط التي بامكانها ان تساهم في حل هذه الأزمات ومنها :
– أولاً وهو الأساس : يجب ان يكون هناك رغبة حقيقة من قبل الحكومة والشعب لإصلاح الوضع القائم والا فلن يتغير ابداً.
– ثانياً : إقام مؤتمر وطني حقيقي (يشمل الجميع دون استثناء) يرتكز على الدستور والمشاركة الوطنية ، مماثل لمؤتمر جدة الذي أقيم في اكتوبر ١٩٩٠ ابان الغزو الصدامي الغاشم للكويت ويتركز على الاصلاح الحقيقي لازمات البلد.
– ثالثاً : وضع رؤية وطنية حقيقية وشاملة للاصلاح الجذري بعيدة عن الفئوية والطائفية والعنصرية والإنتقائية .
– مشاركة الشعب ممثلاً بمؤسسات المجتمع المدني في وضع الحلول التطويرية
– ادخال السباب بشكل فاعل لوضع رؤية مستقبلية للبلد.
– توقيع وثيقة وطنية اصلاحية يتبناها الجميع
والأهم من كل هذا ، يجب ان يعي الجميع (حكومة وشعب ) أن الاصلاح يجب ان يكون حلاً شاملاً ، والاعتراف ان كل هذه المشاكل وغيرها ليست مشاكل منفصلة عن بعضها ، بل هي مشاكل مرتبطة بعضها ببعض ، نتيجة لعدم وجود رؤية عمل حكومية واضحة وعدم وجود خطة تنمية قابلة للتطبيق ، فالاصلاح يجب ان يكون على مستوى البلد ككل .
وان تم حل كل هذه المشاكل سيذكر التاريخ لنا ان في هذا العصر قد تمت النهضة”الجديدة” بالكويت