عندما حرض سارتر قوات الأمن الفرنسية على عدم إطاعة الأوامر العسكرية بضرب الثوار الجزائريين أثناء حرب تحرير الجزائر لإيمان الفيلسوف المناضل بحق الشعب الجزائري في الاستقلال، وجهت السلطات الفرنسية تهماً جنائية له بهدف سجنه، عندها بادر الرئيس ديغول بالعفو عنه وقال: “لا يصح بفرنسا أن تسجن فولتير”، أيضاً بذلك الوقت تعرضت صحيفة فرنسية “ماوية” (نسبة للزعيم ماوتسي تونغ) لتهديدات بالإغلاق، بعد أن تخصصت في النقد والهجوم على السلطة الفرنسية، ورغم أن سارتر الذي كان يرأس وينشر مع فلاسفة آخرين مجلة “الأزمنة الحديثة” لم يكن متفقاً مع الخط السياسي “الماوي”، فإنه بادر حينها بترؤس تحرير تلك الجريدة الماوية بغرض حمايتها من الإغلاق، فاسم الفيلسوف وشهرته بحد ذاتهما يفرضان نوعاً من الحصانة الأدبية لتلك الجريدة، مواقف لا تحصى للروح النضالية لسارتر كتوسطه للأديب اللص والمنحرف جنسياً جان جينيه عند الرئيس الفرنسي ليعفو عنه (ولجان جينيه، فيما بعد، مواقف لا تنسى بالوقوف مع القضية الفلسطينية ومساندته ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا)، ومشاركته (سارتر) في مظاهرات ضد حرب فيتنام، وكان محرضاً وخطيباً في تمرد 1968 بفرنسا (ثورة الطلاب)، وغير ذلك من مواقف كثيرة تشهد إيمان ومصداقية الفيلسوف الأديب لما كتب ودعا إليه. متابعة قراءة لو كان عربياً
اليوم: 3 أبريل، 2016
نائب يدير وزارتين
في عام 1992 أرادت المعارضة السياسية أن تطبق مفهوم الحكومة الشعبية التي وردت بالمذكرة التفسيرية للدستور؛ بحيث يكون تشكيل الحكومة من النواب أكثر! فتقدمنا بطلب اختيار عشرة نواب للتوزير، ولكن الطلب قوبل بالرفض في حينه، وقبل رئيس الحكومة اختيار ستة نواب؛ فرشحنا له ستة أسماء من خيرة أعضاء المجلس؛ ظناً منا أن هذه الخطوة ستساهم في تحسين الأداء، لكن كانت النتائج عكسية!! فالستة مع كفاءتهم لم يتمكنوا من تغيير طريقة إدارة رئيس الحكومة لحكومته، وحتى في برامجهم في وزاراتهم لم يتمكنوا من تنفيذ شيء منها، فالأول؛ عندما أراد أن يضع استراتيجية جديدة لوزاراته تمت إقالته؛ لأنها تتعارض مع مصالح من يعنيهم الأمر! والوزير الثاني أراد أن يعطي للمسجد دوره الدعوي والإصلاحي، فتحرك ضده أعداء الإصلاح لإقالته، والثالث أراد أن يعدل الهرم المقلوب فزاده انقلاباً وأصبح ناطقاً بلسان الحكومة، والرابع جاء ليساهم في الإصلاح فخرج من الوزارة من دون أن ينجز مشروعه، أما الخامس فقد كان من رموز المعارضة ثم بعد الوزارة أصبح الذراع اليمنى لرئيس الحكومة، وأخيراً السادس الذي حرص على تعيين الأقرباء قبل أي عملية إصلاح في أهم قطاعات الدولة! عندها أدركنا أن الأساس إصلاح طريقة الإدارة وتحسين الأداء وليس الأشخاص، بعدها حرصنا على أن تحتفظ المعارضة برموزها داخل المجلس، فجاءت الحكومات التالية بمشاركة أعداد أقل، لكن لاحظنا ظاهرة جديدة؛ وهي أن النائب عندما يتم اختياره لوزارة خدمات، فإن الحس الانتخابي عنده يظل طاغيا، وكم وزارة ترهلت في كادرها الوظيفي بسبب الوزير النائب، وكم من ميزانيات تم صرفها بالكامل على بند التعيينات الانتخابية، والحال طبعاً تنطبق على الشيخ إذا تم تعيينه في وزارة خدمات؛ حيث يكون هدفه تركيع النواب (وكسر عيونهم) بهذه الخدمات! متابعة قراءة نائب يدير وزارتين
وبالصمت تدوم النعم!
هذا ما كان يعتقده البعض، ويعبرون عنه بطرق مختلفة عندما كانت ترتفع الأصوات بمحاسبة الحكومة على سياساتها العامة، وسياستها المالية خاصة، متذمرين من الأصوات العالية، معتقدين أن ممارسة الرأي العام رقابته على السلطات يتنافى مع شكر النعم التي أنعمها الله علينا، فبمجرد ما كانت ترتفع وتيرة الرقابة الشعبية، وينشط الحراك في الشارع، يسارع البعض لإلقاء مواعظه بضرورة شكر الله على نعمه الكثيرة، وذلك بعدم إثارة المواضيع التي تستفز الحكومة، أو رفع الأصوات حتى لا تتسبب في إزعاجها، وهذا يعني ضمنا أن الشكر على النعم يكون بالسكوت عن التخبط في السياسات الحكومية وعدم رفع الأصوات للتنبيه على التردي بالادارة. متابعة قراءة وبالصمت تدوم النعم!
التعرفة المتغيرة.. الخيار الأمثل لتسعير الكهرباء
هناك جدل واسع بخصوص التسعيرة الجديدة المقترحة لأسعار الكهرباء والماء، والسبب هو تباين وجهات النظر بين الحكومة والمجلس بخصوص السعر المناسب، وهناك الضغوط الشعبية التي لا تؤيد رفع الأسعار مما يضر الطبقات المحدودة الدخل أو المتوسطة. إلا أن الحل الحقيقي هو عدم قيام الحكومة بالدخول في القرارات الاقتصادية، التي قد تسبب مشكلات اجتماعية.
متابعة قراءة التعرفة المتغيرة.. الخيار الأمثل لتسعير الكهرباء
الشركة الكويتية للبتروكيماويات والتكرير
ستكون أحدث شركة تابعة لمؤسسة البترول الكويتية وبرأسمال ما بين 28 و30 مليار دولار، تضم 3 أنشطة في آن واحد، منها مصفاة الزور ومجمع البتروكيماويات وبناء محطة رصيف استلام الغاز الطبيعي المسال، بعد ان وافق مجلس إدارة المؤسسة على إنشائها، وفي انتظار الموافقة النهائية من المجلس الأعلى للبترول بقيمة تقديرية منها 16 ملياراً للمصفاة و10 لمجمع البتروكيماويات و2.5 مليار دولار لرصيف تسلم الغاز من الخارج.
وستكون أول شركة مختلطة من ناحية الأنشطة وكذلك الملاك، حيث تكون من القطاع العام والخاص وخارجي بوجود شريك ومستثمر أجنبي استراتيجي لقطاع البتروكيماويات. متابعة قراءة الشركة الكويتية للبتروكيماويات والتكرير
عودة الثورة السورية إلى صباها الجميل
احتجت أن أمضي إلى العاصمة الأميركية كي أدرك من جديد حقيقة الثورة السورية بعدما علتها تشوهات لم تردها. دعتني الجمعية السورية الأميركية إلى مؤتمرها السنوي، والتي تعد أكبر تجمع للسوريين الأميركيين، وهم جالية معتبرة هناك. من بين النشاطات العدة التي نظموها عرض لفيلم «غاندي الصغير»، الذي يروي قصة شاب سوري حلم بالحرية واعتقد أنه يستطيع أن يطرق بابها بقنينة ماء ووردة بيضاء يهديها إلى جنود بشار الأسد وشبيحته لعلهم يقتنعون أنهم وهو شعب واحد، وأن حريته من حريتهم، ولكنهم لم يقتنعوا وقتلوه في بدايات الثورة.
قتل غياث مطر، غاندي الصغير كما سمّاه محبوه، كان أحد شرارات الثورة ومن أسباب تحولها إلى العمل المسلح كرد فعل على بطش النظام الذي لم يترك لهم اختياراً آخر، على رغم أن رفاقه في الفيلم، وفي أروقة المؤتمر لا يزالون يتناقشون في ما إذا كان ممكناً إبقاء الثورة سلمية. من الواضح أنهم يتمنون ذلك، ولكن لم يعد ذلك اختياراً وقد عاشوا قصف مدينة داريا بالمدفعية الثقيلة، ثم بالطائرات والبراميل المتفجرة وكأنها جبهة حرب، وأخيراً محاصرتها وتجويعها، ولا تزال صامدة على رغم قلة من بقي فيها مع شحّ في السلاح والإمكانات، بينما استطاع النظام أن يدحر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المدجج بالسلاح من تدمر الأسبوع الماضي، وهو الذي لم يؤمن يوماً لا بالتظاهرات السلمية ولا بحلم غياث في سورية ديموقراطية وتعددية بما في ذلك أنصار الرئيس، ولكنهم لم يستطيعوا اقتحام داريا. متابعة قراءة عودة الثورة السورية إلى صباها الجميل
الخصخصة ليست علاج الفساد وعدم الكفاءة!
مع سقوط الاتحاد السوفييتي والماركسية معه وهي المروج الأكبر للقطاع العام وتملك وسائل الإنتاج، اعتقد العالم أن التوجه للخصخصة هو الوصفة السحرية لكل مشاكل الاقتصاد ومعاناة الدول، في المقابل صدر في منتصف التسعينيات تقرير مهم لمجموعة خبراء دوليين تابعين للأمم المتحدة، ذكروا فيه أن قطاعا عاما يدار بكفاءة وأمانة خير ألف مرة من قطاع خاص تجتمع على إدارته الحرمنة والحمرنة مستغلة ضعف الرقابة الحكومية، وما حدث في الولايات المتحدة عام 2008 خير دليل على أن الخصخصة بذاتها دون خطوات تختص بكفاءة وأمانة الإدارات الحكومية لن تصلح من أحوال دول المنطقة مع انخفاض أسعار النفط إلى أجل غير مسمى. متابعة قراءة الخصخصة ليست علاج الفساد وعدم الكفاءة!
دشتي مثالاً
لا يمكن حصر عدد السياسيين الذين تسلقوا سلم الدين، أو تلحّفوا بالطائفية، إما للإثراء، أو لتحقيق مآربهم وتطلعاتهم السياسية، فالعدد كبير.
***
بدأ النائب عبدالحميد دشتي حياته السياسية بالترشح لعضوية مجلس الأمة في فترة ما بعد التحرير. لم يحالفه الحظ في أكثر من دورة، وكتبت عنه وعن سيرة حياته المالية وسلوكه، و«شهاداته» أكثر من مقال، وكان انتقادي له ولمجمل تصرفاته أكثر من قاسٍ، ولا أعتقد أن أحداً انتقده بمثل ما انتقدته، لدرجة أن خصومه استعانوا بما كتبت للنيل منه، وهذا ما لم يسرّني، فأولئك لم يقلّوا يوماً عنه تطرفاً وتحزباً مذهبياً مقيتاً. متابعة قراءة دشتي مثالاً