دائما ما تميزت العلاقات الكويتية ـ اليمنية بالأخوية، فعطاء الكويت لليمن كان عطاء أخويا ومن دون مقابل، فلم تحاول الكويت قط – فرض أجندة سياسية معينة على اليمنيين ولم تكن تنتظر عائدا اقتصاديا منهم.
وكذلك كان أخوتنا اليمنيون وعلى الدوام ممن عاشوا ويعيشون بيننا في الكويت، مساهمين في نهضة الكويت ومحبين لها، اجتهدوا في أعمالهم ولم يمارسوا أي أنشطة مؤذية للكويت والكويتيين.
وكعادة الكويت التي طالما لعبة دور الوسيط الدولي الموثوق فيه بين المتنازعين، كان للكويت دور إيجابي في الأحداث التاريخية المهمة التي مرت باليمن، فبعد نشوب النزاع بين اليمن الشمالي والجنوبي أو بما يعرف «بالحرب اليمنية 1979» دعت الكويت سريعا لعقد اجتماع قمة يمنية بين الرئيسين عبدالفتاح إسماعيل وعلي صالح، وكان من نتائج الاجتماع، ليس الاتفاق على الإنهاء الفوري للصراع اليمني فقط، بل تعدى ذلك، إلى الموافقة على الاستعجال في وضع الآليات العملية من أجل استكمال الوحدة اليمنية.
وبالفعل – رفرف علم الوحدة اليمنية في سماء صنعاء في مايو ١٩٩٠ وكان للكويت حضور مميز فقد دعت إلى الوحدة ودعمتها منذ بداية انطلاق مفاوضاتها حتى الإعلان عنها.
وبعد انطلاق ثورات الربيع العربي وهبوب رياح التغير في صنعاء وانطلاق الثورة اليمنية ضد حكم علي صالح، حاولت الكويت وضمن إطار جهود دول مجلس التعاون الخليجية تجنيب اليمن ويلات الحروب الأهلية، واطلق الخليجيين مبادرتهم التي استطاعت حفظ أمن اليمن لمدة خمس سنوات، حتى تنصل منها علي صالح والحوثيون، وعندئذ كان لابد من وقفهم بالقوة.
ختاما: تكاد تضع حرب الحزم أوزارها وقد حققت أهدافا كثيرة، وها هم الفرقاء اليمنيون يبحثون عن الحلول الديبلوماسية، وها هي الكويت مرة أخرى تستعد لاستضافتهم، ورغما عن كل شيء تبقى الكويت وبإذن الله سبحانه وتعالى، البلد الوحيد الذي يستطيع لعبة دور الوسيط وبنجاح، وذلك بما تحظى به الكويت من ثقة من جميع أطراف النزاع، ولمعرفتهم المسبقة بأننا سنقدم أقصى ما يمكن من ضمانات وتعهدات اذا ما كانت الأطراف مقتنعة بالحل السلمي وفقا للقرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومقررات الحوار الوطني اليمني.