ثورة الأرز و«ثورة الرز والخبز» | سامي النصف

في 14 فبراير 2005 اغتيل الشهيد رفيق الحريري مع 21 شخصا من حراسه ومرافقيه، وقد وجهت أصابع الاتهام لسورية وحلفائها في لبنان، فقامت في 14 مارس ثورة مليونية شعبية سميت بـ «ثورة الأرز» طالبت بخروج الجيش السوري ومنظومته الأمنية من لبنان، وباستقالة حكومة عمر كرامي ووزير الداخلية سليمان فرنجية وعودة الجنرال ميشيل عون وإطلاق سراح د.سمير جعجع، وقد تحققت جميع مطالب الثوار آنذاك.

***

منذ عام 2006 ولبنان الوطن والشعب يُغتال كل يوم عبر عمليات القتل المتتالية لقيادات 14 آذار المسالمة، وخلق الأزمات السياسية المفتعلة لصالح من أخرجتهم ثورة الأرز، وبخروقات أمنية مدمرة كإشعال الحرب في 2006 وغزو بيروت في مايو 2008 والتدخل في الحرب السورية دون إذن من الدولة وتعطيل استحقاقات الرئاسة اللبنانية رغم دعم قوى 14 آذار لمرشحي قوى 8 آذار، إلا ان مقاطعة جلسة انتخاب الرئيس مازالت مستمرة من قبل قوى 8 آذار(!) حتى انتهى الأمر بالمساس المباشر بلقمة عيش كل اللبنانيين عندما تم إظهار العداء الصارخ للدول الخليجية الداعم الأول للبنان، فأغلقت الفنادق والمطاعم والمحلات، وساد الظلام على لبنان إشعاع الفكر والثقافة بالمنطقة، وتفشى في الملايين الشعور بالخوف والسكوت والسكون، وتوالت على الشعب الضربات، فما لجرح بميت إيلام..!

***

إن على الشعب اللبناني أن يتداعى بأكمله للخروج الملاييني في الشوارع تحت مسمى «ثورة الرز والخبز» للمطالبة بعودة الأمن والأمان للبنان عبر عودة السيادة الكاملة للدولة اللبنانية، ووقف قمع وقتل قوى الاستعمار الجديد الذي أصبح بديلا عن الاستعمار القديم الذي خرج عام 1943، والذي كان أرحم كثيرا من الجديد، فلم يغتل قيادات معارضيه، ولم يتسبب في هدم لبنان، ودون إعادة السيادة للدولة وإصلاح العلاقات مع دول الخليج ومحيطها العربي كي ترجع السياحة والاستثمار إلى ما هو أفضل من الماضي، سيتعرض لبنان الى الموت البطيء، ولربما هذا هو المطلوب مما يجري على أرضه من أحداث جسام متتالية!

***

آخر محطة:

(1) خلال أعوام 2006- 2016 رأس الحريري الحكومة اللبنانية لمدة سنتين فقط، لذا فمسؤولية ما حدث ويحدث في لبنان تقع كاملة على الفريق الآخر.

(2) بودنا أن يستبدل الرئيس سعد الحريري مستشاريه السياسيين أو يستمع لاستشاراتهم ويدونها ثم.. يعكسها.

(3) الفارق الحقيقي بين فريقي 14 آذار و8 آذار هو ان احد الفريقين يعمل لإحياء وتعمير لبنان والثاني لموت وتدمير لبنان.