بعد تردد وانتظار دام أسبوعين، علّق جارنا العزيز وزميلنا الحقوقي العتيد على سؤالي له عن رأيه – صراحةً – في قرار دول مجلس التعاون بإدراج «حزب الله» ضمن المنظمات الإرهابية، وليته سكت! فبطول المقال وعرضه تجنّب ذكر هذا الحزب الإرهابي بسوء، واكتفى بأنه ضد كل جماعة تقتل الإنسان، وهذا يؤكد الارتباط العقائدي الذي يتجنب التصريح به! وحتى «تضيع الصقلة»، كما عبّر في مقاله، عرّج على موقفي قبل عشرين عاماً في مجلس الأمة من صفقات السلاح المشبوهة! وقال «لوح بالمستندات.. لكنه سكت فجأة، وكأن الطير بلع لسانه»، ونسي أو تناسى أن المستندات التي لوحت بها ونشرتها وتابعتها وتشكّلت بسببها لجان تحقيق، نتج عنها إلغاء صفقات مشبوهة تم توقيعها مع الجيش الأميركي، ووفرت على الدولة أكثر من ستمئة مليون دولار كادت تذهب لشراء مدافع سكراب من حكومة كنت أنت وزيراً للنفط فيها في يوم من الأيام!
وبدلاً من أن ينتقد «حزب الله» ويؤيد قرار الكويت باعتباره حزباً إرهابياً، نجده ينتقد هذا القرار لاقتصاره على «حزب الله» وترك منظمات إرهابية أخرى لم يشملها القرار!
ولم يتمكن زميلنا من إخفاء امتعاضه من الحملة التي يشنها كتّاب مخلصون من أبناء الوطن ضد «حزب الله» ليسميها «إن الضجة التي يثيرها المذكور ومن لف لفه حول حزب الله هي مجرد عاصفة غبارية…»! يا رجل.. إن تعذر عليك التجرد من العواطف والولاءات والانتماءات، كما فعل إخوان الكويت أثناء غزو صدام وتبرأوا من الانتماء إلى حزبهم وقطعوا انتماءهم له لمجرد أن إخوان الأردن أيّدوا الطاغية، إن لم تتمكن من أن تفعل مثل فعلهم، فعلى الأقل اسكت.
إن ما يفعله حزب الله في سوريا من جرائم وفظائع وفقاً للهوية، تجاوز حد المعقول، ومسح كل تاريخه الناصع ضد دولة الصهاينة في العقود الماضية، وكشف الوجه الحقيقي لهذا الحزب الطائفي، وأحرج مؤيديه ومناصريه ومحبيه، وفرز المجتمعات الإسلامية إلى مؤيدين للإرهاب الطائفي ومعارضين له، واستدعى القوى الإقليمية إلى مواجهته، لأنه باع هويته العربية وضحى بانتمائه لوطنه من أجل إيران والولي الفقيه!
«الإخوان المسلمين» في الخليج تم تصنيفها جماعة إرهابية من قبل دولتين خليجيتين، ولكن الجميع يعلم أن هذه الجماعة لم تطلق رصاصة واحدة ولم تقتل نفساً منذ نشأتها في الخليج، وقد حاول البعض الضغط على الحكومة في الكويت للانضمام إلى الدول التي صنّفتها جماعة إرهابية، ولكن طلبهم قوبل بالرفض؛ لأن «الإخوان» في الكويت كيان يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، وأثبتت ولاءها وانتماءها للكويت أثناء الغزو عندما تبرأت من أي انتماء حزبي آخر.
هذا تاريخنا يا أستاذ علي، وهذا ولاؤنا، ولكن أنت جاوبني بكل صراحة: ما رأيك في قرار دول مجلس التعاون باعتبار حزب الله منظمة إرهابية؟!