واستضافة جديدة للدول المانحة للمساعدات المالية لرفع المعاناة عن الشعب السوري والتي بلغت 11 مليار دولار، منها 6 مليارات لحاجيات هذا العام، و5 مليارات للفترة الممتدة لعام 2020 وهو ما يذكرنا بإنشاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عام 1949 كوكالة «مؤقتة» لثلاث سنوات تجدد حتى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية كما أتى في القرار الأممي 302 الداعي إلى انشائها ومازالت الوكالة باقية تتلقى المساعدات ومازالت الهيئة الدولية تبحث عن ذلك الحل الضائع بعد 70 عاما على الإشكال!
***
ما يجري في العالم وتحت مظلة الأمم المتحدة ومبعوثها لسورية ستيفان ديمستورا هو أقرب لترك مجرم يحرق المنازل ويهجر أهالي الحي، وبدلا من ان تردعه وتمنعه الشرطة ممثلة بقوات الأمم المتحدة أو القوى الغربية عبر التدخل الجوي والبري والبحري أو تزويد المعارضة السورية بصواريخ أرض ـ جو وصواريخ ضد الدبابات والدروع وكلفتها المالية ملايين من الدولارات إلا أنها كفيلة بإنهاء الحرب خلال أشهر قليلة وخروج الغزاة الروس كما خرج الاتحاد السوفييتي سريعا من أفغانستان على وقع أزيز صواريخ ستينغر، يقوم شرطي الحي بدلا من ذلك بترك المجرم يصول ويجول ويزمجر ويدمر، وتكتفي الشرطة بجمع التبرعات لإغاثة أصحاب البيوت المتضررة.
***
ان ما يطلبه الشعب السوري ليس منح الاعانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل منع العدوان عليه وإيقاف عمليات هدم بيوته ومصانعه وتجريف مزارعه عبر فرض منطقة «No Fly Zone» كما حدث في العراق كي لا تتحول هجرة الشعب السوري من حالة مؤقتة الى حالة دائمة أي الى عام 2020 وما بعده، وهو ما يعني اننا أمام حالة مشاريع فلسطين جديدة في سورية ومثلها العراق وليبيا والسودان ولبنان.. الخ، تتحول من خلالها الأوطان العربية من بلدان مستقرة ذات مستقبل زاهر إلى مخيمات لاجئين ذات مستقبل مظلم تزود تلك المخيمات البائسة الميليشيات المتصارعة مستقبلا بمعين لا ينضب من الشباب الجاهل الحاقد المدمر أي ضمان التشبيح والتشبيح المضاد!
***
آخر محطة: (1) عندما بلغني في الأيام الأولى لغزو الكويت عام 1990 وكنت بالخارج مقدار الدمار الذي يقوم به صدام بالكويت تيقنت انه خارج منها لا محالة، فلا أحد يدمّر بيته أو ممتلكاته، كم الدمار الذي تتسبب فيه البراميل المتفجرة والطائرات الروسية يعطي دلالة أكيدة على ان قوى النظام ستترك تلك المحافظات والمدن المدمرة لتنشئ دولة طائفية بالغرب على جبال وسواحل اللاذقية وطرطوس.
(2) قوى الاحتلال الروسية لم تدخل سورية لتخرج مع إحلال السلام فيها وتغيير نظام الحكم، قوى القيصر بوتين ستبقى إلى أجل غير مسمى في القواعد الجوية والبحرية ضمن الدويلة العلوية القادمة لا محالة بتواطؤ وتوزيع أدوار وغنائم بين القوى العالمية.