يبدو ان البلد تمر عليه أوقات حرجة وعصيبة، فالحديث عن الفساد أصبح مألوفاً عند العامة، والامثلة صرنا نسمعها بشكل يومي، والاخطر ان يصل الحديث عن الفساد الى مرافق حساسة في الدولة لا يجوز ان تشوب أعمالها شائبة!
اليوم أصبحت الاستثناءات عنواناً للعمل في بلدية الكويت، وغيرها من المرافق الاخرى، فكل المعاملات، التي كانت متوقفة طوال السنوات الماضية بسبب تجاوزاتها ومخالفاتها للقوانين والنظم، تم تمريرها، وكل الاستثناءات التي لم تكن تُعطى لأحد سابقاً تم منحها! مشاريع معينة تم اقرارها للقطاع الخاص في انتهاك صارخ للمال العام، وهكذا! المال الحرام بدأ يلعب دوراً كبيراً في الحياة العامة، صار بعض الموظفين يتعمد تعطيل معاملتك، من أجل ان تمنحه ما يسلك به طريقها! صرنا نشاهد بيوت سكن خاص اربعة وخمسة طوابق، صرنا نسمع عن مناقصات ضخمة يتم طرحها وترسيتها بشكل مكشوف وتلاعب واضح، ترقيات وتعيينات قياديين صارت عنواناً للفساد الاداري، حيث التنفيع للأصحاب والاقارب والشللية، مزارع وجواخير توزع لمحل رخصة خياطة، وآخر لبيع السردين! مجلس أمة لم يعد معظمه يمثل الامة، برأيي، بعض النواب أصبحوا يلهثون وراء الاثراء السريع خوفاً من ان تكون هذه الفرصة الاخيرة، كم من التشريعات لا يخلو من مخالفات دستورية، الرقابة أصبحت آخر وظائف المجلس، استجوابات عزف عنها الجمهور لعدم قناعته بجديتها، يدخل بعض النواب الدواوين، واذا خرج سأل سائل: من يكون هذا؟!
حتى الاعلام لم يسلم من هذا التسونامي من الفساد، بعض الاقلام وبعض الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي تكتب حسب السعر! اليوم هذا الحساب يمدح هذا الرمز، وغداً نفس الحساب يذم نفس الشخص! صرنا نسمع فلاناً اشترى الحساب الفلاني! والذي لا تسيره المادة أصبح يكتب وفقاً لهواه، وليس وفقاً لما يملي عليه ضميره، بعض المؤسسات العسكرية والامنية وصل فيها الفساد والمحسوبية الى العظم، ولولا الرقيب لضربنا بعض الامثلة التي اعتمدت لها ميزانيات هائلة!
نكتفي بما ذكرناه اليوم عن اشكال الفساد، الذي ضرب اطنابه في المؤسستين التشريعية والتنفيذية، ولن نتكلم عن بقية المؤسسات خوفاً من العاقبة!
يبقى شيء واحد مريحنا هذه الأيام.. وهو اننا نتوقع فصل ربيع مخضراً وجميلاً، ونتمنى ألا تأتي مؤسسات الفساد لتمنع الناس من الاستمتاع بما تبقى لنا!