شهادة الأميرة الأيزيدية نادية مراد في مجلس الأمن، التي تحدثت خلالها عن القتل والاغتصاب الجماعي والتعذيب والمقابر الجماعية التي يقوم بها «داعش» في الشمال العراقي والسوري، تثبت بما لا يقبل الشك أن قيادات «داعش» هي نفسها قيادات وجلاوزة ورجال مخابرات نظام صدام بعد أن استبدلوا لباسهم العسكري بالعمة واللثام الأسود.
***
لقد تم خلق «البعث» وترك لقياداته الطارئة أن يرفعوا رايات القومية والوحدة العربية كي يتم تكفير شعوب المنطقة بها، وقد نجح «البعث»، ومثله القذافي وصالح، في جعل شعوب العراق وسورية وليبيا واليمن، التي اشتهرت بتوجهها العروبي الجارف وطغيانه حتى على توجهها القُطري، تكفر بالعروبة ولم يعد أحد يجرؤ في تلك البلدان على الحديث عن الوحدة العربية، ولم يكن الأمر مصادفة على الإطلاق، بل عمل خُطط له ونُفذ.
***
بالمثل سمح لقيادات «البعث» والقذافي وصالح بأن تتحالف مع الميليشيات الإسلامية وترفع شعارات الإسلام ثم تدمر البلدان وتقتل الشعوب وتشعل الحروب الأهلية وترتكب الفظائع باسم الدين، والدين منهم براء، كي ينتهي الحال هذه المرة كما انتهى المرة السابقة مع أتباع القومية.
***
آخر محطة: إرهاب هذه الأيام، الذي يكرّه العالم فينا، لا يختلف كثيرا عن إرهاب السبعينيات وما بعدها، والذي اشتمل على خطف الطائرات وتفجير المطارات والسفارات وقتل الأبرياء.. الإرهاب المدمر ..الشبهات التي تدور حول فاعليه واحدة.. الشعارات والرايات هي التي تغيرت فقط.