لو نظرنا لخارطة العالم وتابعنا كم الدمار الساري والدم الجاري على سطح الارض لوجدنا ان الخراب والقتل قد تمركزا، ومنذ سنوات طوال، في منطقتنا العربية الإسلامية دون بلدان العالم الأخرى التي ترفل في السلام والتنمية واحترام آدمية الإنسان، ولوجدنا كذلك ان الأغلبية المطلقة من الحروب الأهلية، والقتل والنحر وسفك الدماء قائمة تحت رايات إسلامية زائفة، مهما ادعى القائمون عليها من حب كاذب للإسلام، حيث بُليت الأمة بمسلمين يرون ان تكفير وقتل المسلمين بشكل يومي هو الحل الوحيد لرفع راية الإسلام وتحسين صورته بين الأمم.
***
إن على المسلمين الحقيقيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم ان يتصدوا مجتمعين لا متفرقين لمن يهدمون الاسلام باسم الاسلام، فسفك الدماء، وتقسيم الأوطان لا يتم تحت رايات علمانية او ماركسية او ليبرالية، بل كله يتم تحت رايات اسلامية يقصد منها تشويه صورة الاسلام، وخداع المغرر بهم من الشباب، وسيستمر الامر ما بقي المخادعون يتلقون الملايين والمليارات ثمنا لهدم دولهم بحجة المحافظة عليها.
***
ان شعوب العالم الاخرى لا تستطيع معرفة الفرق بين السني والشيعي والزيدي والعلوي والاباضي والدرزي والصوفي والاسماعيلي.. إلخ، والواجب ان نعامل انفسنا كما يعاملنا الآخرون اي لا فرق بين ابناء هذا المذهب او ذاك، فقد تعايش الجميع آلاف السنين دون اشكالات، ولو لم تكن الجامعة العربية تغط في نوم عميق لوجب ان تدعو الى مؤتمر للمراجع الروحية لكافة الاديان والطوائف بالمنطقة العربية فتتوقف ومنذ اللحظة الأولى للمؤتمر النيران المشتعلة والقتل على الهوية، ويعلم الاتباع ان الاشكال ليس في الاديان او المذاهب بل فيمن يستغلها لقتل الجميع وتدمير الاوطان.
آخر محطة: نحتاج لفكر مبادر مبدع جديد في أمانة الجامعة العربية العتيدة، فالأمة العربية تدمر، والأمانة مشغولة بالبيروقراطية التي لا تنجز شيئا.