ينقسم الناس في موقفهم من هذا السؤال الى قسمين: عامة وخاصة!
فجزء من عامة الناس يكرهون جماعة الاخوان المسلمين بسبب التشويه المقنن لصورتهم في وسائل الاعلام المختلفة، حتى صار بعض هؤلاء العامة يصدقون ان الاخوان جماعة ارهابية، وأنها وراء تفريخ داعش والقاعدة وغيرهما! بل ان بعض هؤلاء، ومن شدة الضرب الاعلامي المشوه بالجماعة، صار على استعداد لتصديق مقولة انهم وراء غرق الاسكندرية! وأصبح الأمر بالنسبة لهؤلاء العامة أمراً حتمياً بعد تصنيف بعض حكومات دول الخليج لهذه الجماعة بأنها ارهابية!
أما القسم الآخر، فهم بعض الخاصة، أو نخبة المجتمع، الذين ينتمون للفكر الليبرالي المتحرر، ويتبنون عقيدة العلمانيين، الداعية الى عزل الدين وتوجيهاته عن حياة الناس. هؤلاء لهم موقف عدائي من جماعة الاخوان المسلمين، لانهم يدركون جيداً انها جماعة وسطية ذات منهج اسلامي صحيح، وذات فكر عقائدي سليم، وتمارس الاعتدال في طرحها لأفكارها، كما انها الجماعة الاسلامية الوحيدة التي باسلوبها الوسطي استطاعت ان تمتلك العقول وتميل لها القلوب، فانتشرت في جميع أرجاء المعمورة، ولذلك ما ان أُتيحت للناس فرصة اختيار من يحكمهم حتى اختاروا الاخوان المسلمين أو من يحمل فكرهم، حدث هذا في مصر بشكل واضح، وبدرجة أقل في تونس وليبيا والمغرب، ولو أعطيت للشعب في اليمن وسوريا فرصة للتعبير عن رأيه، لاختار تيار الاخوان المسلمين! هذا الكلام الذي قلته لم يأت من بنات أفكاري، بل من تقارير استخباراتية غربية منشورة، وهذه النخبة المعادية للاخوان تدرك ذلك جيدا، لهذا وجدناهم يتبرؤون من مبادئهم، ويحاربون الممارسة الديموقراطية، بل ويؤيدون العوده للانظمة القمعية ان كانت تحول دون وصول الاخوان للحكم! والغريب أنهم يتركون معاداة المنظمات الارهابية كـ«داعش» وغيرها، ويلصقون بالاخوان كل سقط الآخرين! لانهم يعلمون ان «داعش» خطرها واضح عند العامة ولا تحتاج الى كثير عناء!
اليوم صورة الاخوان في نظر كثيرين مشوهة، ويظن خصومهم انهم بذلك نجحوا، لكن الحقيقة انهم وجهوا كثيراً من الشباب المسلم المقهور من أوضاع أمته الى التوجه للمتطرفين، بعد ان وجدوهم اللاعب الوحيد بالساحة اليوم، وغابت الجماعة الوسطية المعتدلة عن الشارع، حيث رموزها وقياداتها تقبع في السجون، وبقية من يحمل فكرهم يُحارب ويُطارَد! فهل عرفت عزيزي القارئ لماذا يكرهون الاخوان؟!
***
أحد الزملاء الافاضل كتب مقالا في القبس قبل ايام، طالب فيه وزير الاوقاف والبلدية بإغلاق المساجد غير المرخصة، وهذا كلام لا اعتراض عليه، ولكن هناك أيضاً عقارات تُستخدم للعبادة من دون ترخيص بذلك من الوزارة المعنية! فنتمنى تطبيق القانون من دون استثناءات، فأحداث سوريا وباريس أكدت ان الارهاب لا جنسية له!