الإعلام والسلم الأهلي وثقافة التباغض!

في مملكة البحرين معهد مهم للتنمية السياسية له مجلس أمناء يرأسه السيد نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، ويقيم المعهد الذي حضرنا فعالياته قبل أيام، ندوات ومحاضرات قيمة يدعو لها المحاضرون المبرزون من مختلف الأقطار، وكان المتحدث الرئيسي هذا العام هو رجل الإعلام تركي الدخيل مدير عام قناة العربية الذي ألقى كلمة شاملة في الحفل تحدث خلالها عن «ايديولوجيا التباغض» وظاهرة التجييش الديني والمذهبي السائدة على خطاب القنوات الدينية السنية والشيعية، ولاحظ أن الخطاب الديني لدى المذاهب الإسلامية لا يتجه نحو إرساء السلم الأهلي، بل العكس، مطالبا بتأسيس وتأصيل «ثقافة الغفران» كما حدث لدى الأمم الأخرى، وتلا ذلك عقد 3 جلسات مهمة لمناقشة دور الإعلام التقليدي والجديد في تعزيز الأمن الاجتماعي والحد من خطابات الكراهية.

***

ونرى في هذا السياق أن على أمانة مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية العمل على إنشاء معاهد مماثلة في دولنا العربية نظرا لكون ضعف التنمية والتوعية السياسية وهي بمنزلة «الفريضة الغائبة»، يؤدي بالشباب للقراءة الخاطئة للامور وانخراطهم بالتبعية في أعمال التطرف والإرهاب وتخريب الأوطان بدلا من إعمارها، وتعزيز الاستقرار، مما يدفع بالتنمية وتقوية الاقتصاد وحل إشكالات البطالة والإسكان والفقر وغيرها مما لا تحله الصراعات المسلحة القائمة التي يشكل الشباب أعمدتها الرئيسية.

***

والإعلام التقليدي والجديد هما حجر الأساس في عمليات السلم الأهلي، فإن انحرف الإعلام عن مساره الخيّر وبدأ بالتأجيج والتحريض وقيادة الجماهير لإلغاء الآخر واستحلال دمه خربت ودمرت البلدان، أما إذا لجأ الإعلام للمهنية والاحتراف وعلم بدوره الرائد في تعزيز الوسطية والسلم الأهلي وحث على القبول بالرأي والرأي الآخر، استقرت الأوطان وعمرت ونمّت وتقدمت ولا وسط بين الاثنين، فإما إعلام يعمر كحال إعلام الدول المتقدمة، أو إعلام يدمر كحال إعلام بعض دولنا.

***

آخر محطة: (1) الشكر المحلى بالحلوى البحرينية والشهد والعسل للقائمين والمنظمين لأعمال معهد البحرين للتنمية السياسية، ولمجلس الأمناء ولجان التحكيم، وللاخوة الأفاضل المستشار نبيل بن يعقوب الحمر ود.فؤاد شهاب ود.ياسر العلوي المدير التنفيذي للمعهد على حسن اختيارهم للمواضيع التي تهم كل مواطن خليجي وعربي وتوفقهم في اختيار المحاضرين، وللتنظيم الذي قارب الكمال وأتاح لنا فرصة لقاء الشباب البحريني الواعد الذي كان يعمل كخلايا النحل، حيث مكن المحاضرين والضيوف من الوطء أهلا والرحيل سهلا دون عوائق أو منغصات.

(2) أحل الليلة الساعة العاشرة ضيفا على الإعلامي «النجري» أو المشاكس عمار تقي ضمن برنامجه الشائق «نقطة نظام» على قناة المجلس فمشاهدة ممتعة لمن يود!