أخرست نتائج الانتخابات التركية الاخيرة ألسن بعض خصوم التيار الديني مؤقتاً، الى ان يجدوا قضية اخرى ليلطموا عليها من جديد! فبعد الجولة الاولى، التي لم يتمكن فيها حزب اردوغان من الحصول على الاغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفردا، شعر الشعب التركي بخطورة الوضع، واحتمال عودة تركيا الى حكم العسكر من جديد، وفقدان المكاسب العظيمة التي حققها اردوغان وحزبه، والانجازات الضخمة التي نقلت تركيا من دولة دكتاتورية متخلفة ومدينة الى دولة حضارية ديموقراطية، فائض الميزانية فيها تجاوز التوقعات، دولة تعتمد الاسلام واقعاً في حياة الناس، وان كان المكتوب خلاف ذلك، فمنهج التغيير الذي اعتمده اردوغان هو التدرج واقناع الناس برؤيته، وسيأتي اليوم الذي نشاهد فيه تركيا، بإذن الله، تطبق المنهج الاسلامي شاملاً كاملاً!
اليوم وبعد الاتفاق الاميركي مع ايران، واستمرار تهديد الاخيرة لدول الخليج، واضطراب الاوضاع في العراق، الذي اصبح تحت السيطرة الايرانية، صار لزاماً على دول الخليج ان تبحث لها عن مخرج لهذا الوضع الحرج، وأعتقد ان الاعتماد على دول لا تحترم مواثيقها والتزاماتها مع الآخرين أصبح غير ذي جدوى، لذلك لنبحث عمن يسيره عقيدته ودينه في تحديد منهج حياته، ولا أظن أننا سنجد خيراً من تركيا اردوغان لهذه المهمة!
ان وجود تحالف عربي اسلامي في المنطقة أصبح اليوم ضرورياً، ان كنا نبحث عن استقرار المنطقة، فإيران لن يردعها الا مثل هذا النوع من التحالفات، والا فان لها طموحات لا تنتهي في أراضينا، والعراق لم يعد يملك من أمره شيئاً، واليمن بعد الحوثي لم يعد يمانياً، وسوريا المضطربة ستلقي علينا بكل عبئها ومشاكلها ان استمر الروس والايرانيون يعيثون فيها قتلاً وتدميراً، وفي مثل هذه الظروف نحن أحوج ما نكون الى طوق نجاة يحفظ لنا أمننا واستقرارنا، ولن نجد أفضل من حلف قوي يفرض احترامه على الآخرين، فالبقاء اليوم في عالم توجد فيه ايران هو للأقوى!