كس تجربة الأميركان في فيتنام والروس في أفغانستان أو حتى تجربة تحالف 60 دولة القائم منذ سنوات شمال العراق وسورية والذي لازالت الانتصارات الباهرة لتنظيم داعش تتحقق بوجوده وتحت قصفه وآخرها تقدم قوات داعش قبل أيام ناحية قاعدة دير الزور الجوية بعد السقوط المدوي لقاعدة أبوالضهور العسكرية في ادلب مما يطرح تساؤلا عن فائدة ذلك التحالف الغربي المدعوم من الجيشين العراقي والسوري وما إنجازاته مقارنة بالتحالف العربي وما كان سيحدث لو لم يكن موجودا من الأساس؟!
***
وبعكس التجارب الثلاث سالفة الذكر التي تظهر فشل وتعثر الجيوش النظامية أمام الميليشيات الشعبية يأتي الانجاز الاقرب للاعجاز لقوات التحالف العربي مع قوات الشرعية اليمنية، فبعد أن احتلت قوات الحوثيين أغلب اليمن عبر خيانة قيادات قوات صالح وتسليمها لها المحافظات دون حرب، قام التحالف العربي ومن ضمنه قوات اليمن الشرعية النظامية وغير النظامية وخلال أشهر قليلة بطرد قوات صالح التي يقارب عددها 100 ألف ضابط وجندي من الحرس الجمهوري ومعها قوات الحوثي من 80% من أرض اليمن بأقل كم من الخسائر وبدأت الحرب تقترب من تخوم صنعاء لا تخوم عدن ولم يخسر التحالف «معركة واحدة» منذ بدء العمليات فقوات التحالف العربي تعرف الكر والتقدم فقط ولا تعرف الفر!
***
والملاحظ وعدد الشعب اليمني يقارب عدد الشعب السوري، انه لا يوجد لاجئون يمنيون بمئات الآلاف في الدول المجاورة أو يركبون المراكب والمخاطر متوجهين الى أوروبا، والسبب هو ان القوات العربية تصاحب بعمليات إعادة الأمل وعمليات الاغاثة وتوصيل الغذاء للمحتاجين، حيث تتحسن أحوال المحافظات والمدن المحررة، كما لا تتم اعتقالات ومحاكمات وإعدامات ميدانية كما يحدث في صنعاء على أيدي قوات صالح، بل ان الشعار المرفوع هو «عفا الله عما سلف» و«العفو عند المقدرة» ولم يعد السؤال المطروح هو «هل» تسقط صنعاء وصعدة، بل «متى» يتم السقوط و«كيف» أي هل بالعمل العسكري أم عبر الحل السياسي القائم على تطبيق القرار 2216 دون قيد أو شرط؟
***
آخر محطة: (1) الأمور تعرف أحيانا بعكسها، فلو لم يتم خلق التحالف العربي لقام تحالف صالح والحوثيين بعد تمكنهم من اليمن بتنفيذ تهديداتهم بتحويل اليمن لمستودع رجال وسلاح قبل التحرك شمالا ولربما شرقا نحو السعودية وعمان، مما يعني حروبا لا نهاية لها، فلم يكن لدى تحالف صالح – الحوثي أي مشروع للإنماء والتعمير وحقن الدماء، بل هي حروب تتلوها حروب والمزيد منها حتى لا يبقى في اليمن بشر أو حجر فهم من شنوا 6 حروب خلال 6 سنوات بينهم (2004 – 2010).
(2) برر الحوثيون حروبهم الست ضد علي عبدالله صالح بأنه عميل للمخابرات الدولية وللصهيونية، فإذا كان ذلك الادعاء صحيحا فكيف جاز لهم التحالف معه هذه الأيام وإن كان كاذبا، وان صالح زعيم وطني فكيف جاز لهم تدمير الزرع والضرع في اليمن من خلال تلك الحروب التي تجاوز عدد قتلاها 200 ألف ضحية؟!