في مقال سابق معادلة الأصدقاء والأعداء هذه الأيام، وهي حقيقة يجب الانتباه لها ووضعها في الحسبان لدى ساستنا ومخططينا كي لا يؤخذوا على حين غرة، ومعها حقيقة أخرى هي أن هناك استخداما لأسلحة الاقتصاد والأكاذيب والتقارير الزائفة للإضرار بدولنا، ولن يكون مستغربا أن يحاول البعض في المستقبل القريب ـ أو حتى البعيد ـ تحويل حروب الوكالة القائمة في المنطقة الى حروب أصالة ستنكشف حينها الخدع وتسقط الأقنعة عن الوجوه.
***
وسيقصد من تلك الحرب القادمة – إن تمت – أن تساهم في رسم خرائط المنطقة بشكل نهائي وخلق دويلات طائفية وعرقية ترسم حدودها بالدم وتخلق حالة عدم استقرار متواصلة في دول المنطقة، أي حالة بلقنة شرق أوسطية ساخنة دائمة كبديل لحالة البلقنة الأوروبية التي ظلت قرونا مصدر الحروب المتتالية هناك.
***
ولقد بدأت بوادر لتحضير حرب خليجية ثالثة بأكذوبات فجة مماثلة لأكذوبات غزو صدام للكويت (حرب الخليج الثانية)، منها اتهام دول الخليج أو إحداها بشكل محدد بأنها من يقف خلف قرار الحفاظ على معدلات الإنتاج الذي اتخذته منظمة الأوپيك (بالإجماع)، متناسين ان حصة تلك الدولة لا تزيد على 10% من الإنتاج العالمي، وحقيقة ان قرارات الأوپيك تصدر من القيادات السياسية لدولها، فهل يمكن لتلك الدولة الخليجية (السعودية) ان تفرض قراراتها على دول الأوپيك الأخرى مثل ايران والعراق وفنزويلا ونيجيريا وقطر والاكوادور.. إلخ؟
***
آخر محطة: (1) تعامل دولنا العربية مع بداية هذا القرن بما يصح تسميته بـ «رجل الشرق الأوسط المريض» الذي تتسابق الدول العالمية والاقليمية على تقاسم تركته وثروته وخيراته تماما كحال الدولة العثمانية التي سميت في بداية القرن الماضي بـ «رجل أوروبا المريض».
(2) أي حرب ثالثة في الخليج لن يكون بها رابحون، بل الجميع خاسرون!