ما يجري هذه الايام ضمن العمليات الارهابية من إرسال شباب صغار مغرر بهم للقيام بعمليات تسفك الدماء وتهدد المجتمعات الآمنة عبر خلق سلسلة افعال وردود افعال تودي بالمجتمعات الى المهالك والحروب وتفتيت الاوطان، بات يحتاج الى حلول سريعة، خصوصا اننا على بعد ايام قليلة من موسم بدء المدارس وبداية المواسم الثقافية والترفيهية في الاوطان العربية.
***
وما فائدة المدارس ان لم يرتبط ما يدرس بها بقضايا وحاجيات المجتمع؟ علينا هذه المرة وبعد التجربة المُرّة ان نخلق مناهج تربية وطنية ضمنها تعليم الاطفال والشباب كيفية البعد عما يضرهم كحال مشاكل المخدرات والمرور والتطرف والارهاب، ومن ذلك تحذيرهم من احتمالية ان يكون الطرف الآخر على وسيلة التواصل الاجتماعي التي تدعي انها فتاة متدينة او شاب ملتزم ويقوم بالتحريض والتثوير والتأجيج، هي على الارجح منظومة استخباراتية متكاملة تضم ضباطا مختصين واطباء نفسيين يدرسون باحتراف شديد حالة الشاب من اجاباته للتغرير به عبر عملية «تمكين» تنتهي بتلبيسه الحزام الناسف، بينما يبقون هم في الظل دون ان يعرفهم احد، ويجب اضافة الهوايات المفيدة مثل الرياضة والفنون المختلفة والاطلاع كمقررات اساسية في المدارس.
***
ويجب ان تشمل الرقابة على المدارس اعادة النظر في جميع المناهج وليس في منهج واحد فقط، كون مدارسنا لم تعد تخرج لنا في الاغلب والاعم الا «الأمية المقنعة» واشباه الموظفين ومحترفي الغش وشراء الشهادات، كما يجب ان تشمل الرقابة حقيقة ما يقوم به بعض المدرسين ممن تحولوا الى ما يشبه مصانع تفريخ للمتشددين والمتطرفين دون رادع بدلا من غرس مفاهيم الحب والاعتدال والانسانية، وقد اكتشف ان بعض معلمي التطرف ليسوا بالضرورة مدرسي دين بل هم من مدرسي المواد الأخرى، كما يجب ان تمتد الرقابة المشددة للمساجد ودور العبادة خاصة غير المرخصة منها، ودون ذلك سنبقى في حلقة مفرغة يتم خلالها علاج أعراض المرض لا المرض ذاته، وهذه وصفة مضمونة لـ… عدم الشفاء!
***
آخر محطة: 1 ـ ما يدل على ان وصفتنا الحالية لا تشفي من امراض التطرف والارهاب حقيقة ان منطقتنا ومنذ نصف قرن هي المقر الاساسي للارهاب الذي تحول من الاغتيالات وخطف الطائرات الى قطع الرقاب وتفجير المساجد واحتلال أراض أكبر من الدول وخلق ميليشيات اقوى من الجيوش.
2 ـ يجب استخدام الفلاشات التحذيرية للشباب في وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات والاذاعات والصحف، فتحذير يستغرق ثواني قد يعيد شابا مغررا به الى عقله وينقذ عشرات الأبرياء.
3 ـ يجب خلق اعمال درامية تتضمن عمليات «الدس الموجب» الذي يحض على التسامح والقبول بالآخر وان الآخرين ليسوا اشرارا كما يسوق المحرضون!
4 ـ من ظواهر الخداع الاستخباراتي للتغرير بالشباب الغر جعل مواقع شيوخ الدم والفتن وكأن الملايين يتبعونها وهي ارقام كاذبة بالمطلق وتدينهم كونها اما ارقاما مشتراة او زودتها بهم المخابرات الشريرة الخافية.