مع تزايد الاشتباكات بين الجيش التركي الذي يقال إنه ثاني أقوى جيش بالناتو وتنظيم داعش المشتبك في الوقت ذاته مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وجيوش العراق وسورية ولبنان والجيش السوري الحر والنصرة وبقية التنظيمات المسلحة السورية وقوات البيشمركة والقوى الكردية الأخرى، لا يمكن لأي ساذج عربي إلا أن يتساءل: إن كان الأمر كذلك وإذا ما صدقنا ما يقال في العلن لا ما يجري في الخفاء، فمن أين يأتي تنظيم داعش بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمؤن والأموال والرجال؟!
***
الأمر ذاته مع قوى الرئيس المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، فاليمن تحده دول الخليج شمالا وشرقا، والبحر جنوبا وغربا وحدوده مراقبة من طائرات وسفن التحالف وكل طلقة تطلق لا يمكن إعادة استخدامها، ومن ثم تحتاج مخازن أسلحته لإعادة ملئها بشكل دائم بالدبابات والمدفعية والرشاشات والذخيرة التي يفترض صعوبة تهريبها فمن أين للمخلوع وحلفائه هذا المعين الذي لا ينضب من المعدات والذخائر؟ وهل سنشهد قريبا انهيارا تاما لهم على كل الجبهات إذا ما توقفت إمدادات السلاح متى ما أحكم الحصار؟!
***
الأمر كذلك في ليبيا التي يفترض أنها محاصرة ويمنع دوليا تصدير السلاح لميليشياتها المتنازعة ومنها قوى داعش في وقت نرى فيه السخاء الشديد لدى الميليشيات في استخدام الأسلحة والذخائر لهدم ما تبقى من بلدهم، فهل تمطر السماء العربية على ميليشيات العراق وسورية وليبيا واليمن سلاحا وذخيرة بدلا من الماء الذي يحيي الأرض والبشر؟!
لقد شاهدنا على اليوتيوب الصحراء الليبية وقد امتلأت على مد البصر بالسلاح الذي تم رميه بالمكان الخطأ فمن رماه؟ ومن أين انطلقت طائراته؟ وكيف لم تكتشف من قبل الطائرات والأقمار الصناعية التي تكشف وتصور حتى العملات المعدنية الصغيرة على الأرض؟!
***
آخر محطة: بدأت في مثل هذه الأيام قبل مائة عام تنسج خيوط اتفاقية سايكس ـ بيكو السرية التي كشف النقاب عنها لاحقا في عام 1916، وقد بقينا في جهل شديد نلعن تلك الاتفاقية التي أضافت للأرض العربية قضاء الموصل الذي تبلغ مساحته 100 الف كم2، وأبقت الأقليات ضمن الدولة القومية العربية ولم تشعل الحروب الأهلية كما يحدث الآن كوسيلة لتقسيم الأوطان العربية مما يمهد لحروب المائة عام المقبلة التي ستحيل شعوبنا إلى قبائل هنود حمر منقرضة جديدة!