جميع الإدانات العفوية الصادرة من المواطنين الطيبين، او تلك الرسمية التي صدرت كبيانات او تصريحات، او حتى مواقف وقرارات، كبيان مجلس الوزراء هنا. جميع هذه التصريحات، وبلا استثناء، تصريحات تعبّر عن مواقف متساهلة، ان لم نقل مؤيدة للإرهاب وللتقتيل، ولكل ما يجري من فظائع وجرائم باسم الدين.
الذين استنكروا قتل الناس في رمضان أحلوا قتلهم في شعبان. ورجاء لا يصحح لي أحد.. رجاء. الذين استنكروا التفجير في المؤمنين وهم سجود، أحلوا تفجيرهم وهم ركع، أو على الاقل قيام. الذين استعظموا القتل في بيت الله، ليس لديهم مانع، بل ربما لدى أغلبهم رغبة في أن يكون القتل في الأوبرا او المسرح. الذين أدانوا الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء، بوصفها ليست من الاسلام، او لم يأمر الله او رسوله بها، هم من سيقتل غداً عندما يغيّر رأيه. ويقتنع بفتوى احد معاتيه التدين تجيز له قتل الآخر.
إنه التدين ايها السادة، رد كل شيء الى الدين وإخضاع الاحكام الى فتاوى شيوخ الدين، هو العلة في مجتمع وعالم مدني تحكمه نظم وقوانين، نظم وقوانين.. هذه هي ما يجب أن تراعى من قبل الانسان المدني في دولة مدنية. عندنا ليس هناك مكان للدولة أو لقوانينها.. ليس هناك حتى انتماء. فأغلبنا تربى ولا يزال، وسيربي أبناءه وأحفاده على الالتزام بما يعتقد أو يهيأ له انه شريعة الله، وليس الخضوع للقوانين واحكام الدولة التي يعيش بها. وهذا الاغلب ايضا سيزرع وينمي الانتماء لأمة الاسلام، أو للطائفة الشيعية أو الطائفة السنية وربما للفرقة الناجية، ولكنه لن ينتمي الى وطن وكيان محدد.
حكومتنا تفرض بالقوة وبالتعسف تدريس «التدين» في جميع مدارس الدولة. وتبسط هذا القمع الوحشي على المدارس الخاصة العائدة للناس، وحتى المملوكة لاصحاب الديانات الاخرى. ومجلس وزرائنا يصدر البيان تلو البيان عن التسامح وعن التصدي للارهاب. في مدارسكم تلقنون النشء سهولة القتل وفريضة الجهاد، وفي مخابئكم تستنكرون العنف وتدينون الارهاب.
كلكم ارهابيون.. لانني لم اقرأ او اسمع ادانة خالصة حتى الان. ادانة قتل الانسان لانه انسان. ادانة القتل لانه قتل. ادانة الجريمة بوصفها عدوانا على الدولة وانتهاكا للقانون.. لأ.. هي جريمة في نظركم فقط، لأن.. احمقَ لم يفت بضرورتها، ولم يحللها معتوه حتى الان.