أنا عن نفسي أصدّق أن المسؤولين الذين اختطفوا العزاء في المسجد الكبير، ووقفوا يتلقون التعازي قبل أهالي الشهداء، أكثر حزناً من أهالي الشهداء أنفسهم… أحلف لك؟ والحمد لله أن الأمور لم تتطور، فيصر هؤلاء المسؤولون على تلقي العزاء من أهالي الشهداء وأحبائهم.
وأنا أتحدث عن المسؤولين الذين خطفوا العزاء من المعنيين به والمكلومين، لابد أن أؤكد احترامي وإجلالي لصاحب السمو الأمير، باعتباره والد الشهداء، وباعتبار أن وجوده في العزاء، وقبله في موقع التفجير، يحمل رسائل كثيرة وشديدة الوضوح.
لماذا لم يقف هؤلاء المسؤولون، في ترتيب تلقي العزاء، بعد أهالي الشهداء؟ الإجابة واضحة؛ لشدة حزنهم الذي فاق حزن أهالي الشهداء. شفيك؟ هؤلاء يمتلكون إنسانية تفوق إنسانيتنا جميعاً… طيب لماذا لم يهرعوا إلى بنك الدم للتبرع بدمائهم، كما هرع الناس، بدلاً من اختطاف العزاء؟ لأنهم متأثرون جداً، ومشغولون بالبكاء والنحيب، ولا وقت لدى بعضهم للتبرع بالدم.
يا عيني على كمية الإنسانية التي تناثرت من كؤوسهم وأغرقت البلاط، ويا عيني على الذي أتى من هناك، يحمل وردة في جيبه العلوي، وينقل لأهالي الشهداء تعازي “تنظيم أسود الجزيرة”، وهو ما ينقصنا تماماً.
أتحدث هنا عن النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران، الذي نشرت الصحافة أنه يحمل “فديت قلبه” تعازي أسود الجزيرة في الشهداء! شوف التدين الوردي الجميل؟ يا حبيبي عليك يا دكتور. أرجوك تأكد من وصيتهم، هل طلبوا منك إهداء الشعب أغنية “غلطة وندمان عليها” لهاني شاكر؟ أم حمّلوك بوسة على خد كل من غضب، وورداً تضعه تحت بلكونات الشعب، وشموعاً أمام مقر العزاء؟ أرجوك تأكد.
يبدو أنني لا أفهم جيداً تقسيمات بعض التيارات الدينية وتنظيماتها، وعلاقات بعضها ببعض، وإلا فما الذي جمع الشامي مع المغربي؟ وما حقيقة العلاقة بين “خلية هاني شاكر” و”تنظيم أسود الجزيرة”؟ أظن أنني أحتاج إلى مزيد من التدقيق… يا حياتي.