يعتبر السيد أحمد القطان، العضو السابق، أو الحالي، في جماعة الإخوان المسلمين، من كبار الدعاة في الكويت، وله رأي مسموع وفكر مقروء لدى الكثيرين. وفي مقابلة له مع إحدى القنوات، ولدينا رابطها، ورداً على سؤال في موضوع السحر، قال إن الساحر يستخدم الخرز في سحره، فيضع حجراً منه على خاتم ومن يرتديه يصاب بالسحر، وان في الكويت 500 ساحر وساحرة (لا أدري كيف عرف عددهم!) وجزم القطان بأن السحر لا ينفك أو يزول أثره إلا بموت الساحر، وأن الدليل على ذلك أنه عندما وقعت حادثة «التسونامي»، التي ضربت أندونيسيا، ومات مئات الآلاف جراءها، قام كثير من مرضى مستشفيات جدة (جدة بالذات؟) من على أسرتهم، وذهبوا إلى بيوتهم، فتعجب الأطباء، وتساءلوا: ما الذي حدث؟ والذي حدث أن التسونامي أغرق الكثير من السحرة الموجودين في أندونيسيا، فانفك السحر بالتالي عمن كانوا مسحورين به في جدة!
من حديث هذا الداعية الكبير والمحاضر المفوه والذي اعتبر وربما لا يزال يعتبر من كبار دعاة الإخوان المسلمين، أن السحرة غالباً مسلمون، وموجودون في أندونيسيا، فهي بلاد السحر. ونستنتج كذلك أن السحر الواقع على أهل جدة سحر أندونيسي. وبما أن حادثة تسونامي قد مر عليها عشر سنوات تقريباً، فلا شك أن جدة وغيرها من المدن الخليجية قد أصيبت بسحر جديد من غيرهم. وبالتالي، قد يتطلب الأمر حدوث تسونامي آخر في أندونيسيا لكي يقوم مرضى مستشفيات جدة من على أسرتهم، وهذا يتطلب موت مئات آلاف الأندونيسيين لكي يتخلص بضع عشرات من المرضى السعوديين من السحر.
كما نستنتج من المعلومة الخطيرة التي أدلى بها الشيخ القطان أن السحر الأندونيسي غير فعّال كثيراً في الكويت، فحسب الظاهر لم يقم أحد من على سريره فيها، ومشي لبيته بعد وقوع التسونامي. كما أن معنى كلامه أن على مسلمي جدة، وربما غيرها من المدن الخليجية، التوقف عن الاستعانة بالعمالة الأندونيسيين، لأنها فيها بالذات من يقوم بمزاولة السحر، وأنه من الأفضل الاستعانة بالعمالة من الدول المشركة والكافرة، كنيبال والهند والفلبين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما درجة السذاجة والجهل بين الكثير من المواطنين بحيث ينطلي عليهم مثل هذا الكلام، ويتم تقبل وتبجيل واحترام مثل هذه الآراء؟ من الواضح أن المسألة هنا لا تتعلق بمحو الأمية، وتعلم القراءة والكتابة، فهذه يمكن القضاء عليها ببرنامج ملزم وغرامات صارمة، ولكن كيف يمكن أن نهز بشدة أكتاف كل فرد في هذه الأمة البائسة لكي يستيقظوا من سباتهم، فقد تعبنا وتعب العالم منا، وحتى أعداؤنا تعبوا منا، وأصبحوا يشعرون بالخطر من شدة تخلفنا.