الدنيا تتطور، والشبان الحلوين المنتمون إلى تيارات التفجير والتكفير والتدمير يتطورون. وكانوا في السابق يفجّرون حافلات السيّاح الأجانب، في أماكن نائية وبعيدة، قبل أن يُكملوا، بالأسلحة الرشاشة، على مَن تبقى منهم حياً، من باب «إتقان العمل»، كما في مصر الثمانينيات. والضحايا كانوا كلهم ينتمون إلى الديانة المسيحية، وكان عددهم لا يتجاوز العشرين سائحاً، في «الوجبة» الواحدة.
ثم تطور الشبان الحلوين فصاروا يقتلون المسيحيين، في أي مكان يجدونهم فيه، لأنهم مسيحيون، ولأن هؤلاء المسيحيين هم تذكرة الطيران إلى الجنة، حيث الحور العين.
وتطورت الدنيا، وتطور الشبان الحلوين، فقرروا تشجيع نثر الدم الوطني في الشوارع، فصار الشيعي يقتل السني، والسني يقتل الشيعي، ولكلٍّ حجته ومبرراته، ومطامعه في تذكرة الطيران إلى الجنة.
وحمي الوطيس، واشتعلت المنافسة أكثر، فقرر حلوين «داعش» ومهووسوها، بحكم انتمائهم إلى المذهب السني، نقل المباريات إلى الملاعب الداخلية، والبدء بتفجير أتباع المذهب السني.
وقد تزداد حماسة هؤلاء الحلوين فيقررون قتل أقربائهم وآبائهم، لفرط التضحية بأعز الناس وأقربهم، طمعاً في رضا الخليفة وتذكرة الطيران الحلم. وأخشى أن تزداد حماسة هؤلاء الحلوين، ويرتفع الأدرينالين في دمائهم، فيقرروا تفجير المساجد في رمضان، بحثاً عن مزيد من الأجر والثواب والضحايا.
لذا أظن أن على وزارات الداخلية، في الدول «الحمراء داعشياً»، بل و«البرتقالية»، أن تضع أجهزة كشف الأجسام المعدنية، كتلك الموجودة في المطارات، على مسافة مناسبة من المساجد، بعد أن تجاوز الهوس حدود المعقول.