بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أتقدم بالتهنئة لعموم المسلمين وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا، وأن يجعلنا من عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل.
وأذكّركم وأذكّر نفسي بفضائل هذا الشهر الكريم، هو رمضان شهر الرحمة والعتق من النار، شهر القرآن، وكما قال عنه سبحانه وتعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه). البقرة 185
ومن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك، أنه كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: «قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» رواه الإمام أحمد في المسند (2/386) ح (8979).
هو شهر الخيرات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة». روى الترمذي وصححه الألباني.
ورمضان أيضا – هو شهر الجود والكرم فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن،«فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» رواه البخاري.
وكما في كل شيء هناك الفائزون والخاسرون، فالفائزون في رمضان، وكما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وفي الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) صحيح البخاري ج2 ص226
أما الخاسرون في رمضان فهم الذين لم يتركوا المعاصي ولا سوء الأخلاق ولا التثاقل في العبادات، فهؤلاء ربما يكون حالهم وكما في الحديث النبوي «رب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش» رواه أحمد وابن ماجة.
***
مسك الختام: أهنئ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد والشعب الكويتي كافة – بحلول شهر رمضان أعاده الله علينا كل عام ونحن بصحة وعافية وازدهار.
وبمناسبة هذا الشهر الفضيل نتمنى ان يتفضل صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، ويشمل بكرمه المشهود وصفحه المعهود، أبناءه الذي صدرت بحقهم أحكام بالسجن على خلفية ارتكابهم قضايا سياسية، فسمو الأمير حفظه الله – هو الوالد والقائد، هو سمو المكارم ونحن في الشهر الكريم – يا سمو الأمير إن عفوت عنهم فمنة منك وتكرم، وإن تركتهم فحقك الذي لا ينازعك أحد عليه، ودمت لنا يا صاحب السمو الأمير ذخرا ودامت لنا الكويت دارا.