التقى، قبل ايام، منتخبا لبنان والكويت في بيروت في مباراة دولية في كرة القدم، وكانت النتيجة 1 – صفر لمصلحة الكويت. ما ان انتهت المباراة حتى اشتبك مشجعو الفريقين، وكانت الغلبة للبناني، ربما لأن المعركة دارت على أرضه. وكعادتنا في الغضب بسرعة والرضا بسرعة أكبر، طالب بعض المغردين وغيرهم، ومنهم المحامي صلاح الهاشم، بضرورة اتخاذ «الشعب الكويتي» موقفا من هذا الاعتداء، ومقاطعة لبنان، والامتناع عن زيارته! وبرر الصديق السابق والزميل الأسبق طلبه بأن الكويت سبق لها أن تبرعت بالكثير لإقامة مشاريع إنمائية وحيوية في لبنان، فكيف يقوم جمهورها بالاعتداء على شعب الدولة التي «تكرمت عليه»؟
والحقيقة ان هذا موقف متسرع ومخجل، فلبنان لم يجبر الكويت، أو يلوي ذراعها لكي تتبرع له ببناء طريق هنا وجسر هناك! فبالرغم من كرم تبرعاتنا، فإنها لم تكن دوما من أجل عيون لبنان، بل كان وراءها شيء من السياسة وأشياء أخرى. وبالتالي ليس من المنطق مثلا التوقع من جمهور لعبة يتصف الكثير من المعجبين بها بتعصبهم شبه الأعمى لها، أن يتذكروا، في سورة غضبهم، ان الكويت بنت لهم جسرا أو مدرسة، وبالتالي يجب ألا يتعرض جمهورها للضرب. كما أن شغب ملاعب كرة القدم موجود في كل دول العالم، حتى المتقدمة منها، فما بالك بلبنان المتهالك! وعليه يجب ألا نربط علاقتنا بالدول الأخرى بما يجري في ملاعب كرة القدم، فهذه سذاجة مفرطة، ودليل على ما يتصف به البعض من تسرع دون إدراك لحقيقة ما جرى. فكل من استعجل وطالب بمقاطعة لبنان لم يسأل عن حقيقة ما حدث في تلك المباراة، ومن الذي بادر بالاعتداء، أو استفز الفريق الآخر. فقد يكون الجمهور الكويتي او مشجعوه هم الذين استفزوا الجمهور اللبناني في عقر داره! فقد بينت صور على وسائل التواصل قيام بعض «كويتيين» بأداء حركات بذيئة أمام مدرج الجمهور اللبناني الذي لم يكن بحاجة لغير تلك الإيماءات ليقوم بالثأر لخسارة فريقه بضرب الجمهور الكويتي.
طلب إخضاع مساعداتنا للدول الأخرى بتصرفات رعاعها منا أمر غريب، ومن حسن الحظ ان السيد الهاشم ليس وزيرا للخارجية، نقول ذلك ونضيف بأن موقفنا هذا لا يعني موافقتنا على سياسة المساعدات والقروض الخارجية، التي بلغت حدا لا طاقة لنا به.
يقال إن «أبو العبد» عاد إلى بيته فوجد زوجته تخونه مع صديقه، فسحب مسدسه يريد قتله، فقالت له إن هذا صديقه، وإن اصر على قتله، فسيأتي يوم لن يبقى له فيه صديق.