يحل على الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بكل معانيه المقدسة مادياً ومعنوياً، ويتبادل الناس في هذه المناسبة التهنئة والتبريكات ودعوات الخير والأماني السعيدة باعتبارها مناسبة خير وتفاؤل في رحاب الله عز وجل، وشهر رمضان الفضيل يمثل للمسلمين إحدى مصداقيات التقرب إلى الله والانصياع لأوامره في الامتناع عن الأكل والشرب وكبح جماح النفس عما هو مباح في بقية الأيام.
شهر رمضان أيضاً مناسبة لتهذيب النفس وتكثيف العبادة ورقة القلب والتواصل الاجتماعي، وطي صفحة الخلافات والمشاحنات السابقة، ولذا عرف بشهر الرحمة والخير، ولكن هذا الخير بمعانيه الإيجابية الجميلة لا نجده بين المسلمين، وتبدل إلى ألوان من الشر والدمار في السنوات الأخيرة، والغريب أن المسلمين في مآسيهم المعاصرة ليس لهم أعداء وخصوم خارج إطار أمتهم الإسلامية، وبات العدو يدعي الإسلام ويزعم أن جرائمه ووحشيته ودناءة أفعاله من تعاليم هذا الدين.
مع تجدد حلول شهر رمضان هذا العام أضيفت مآس أخرى وجرائم إضافية، والمزيد من إراقة دماء المسلمين على امتداد الدول المسلمة والشعوب التي يفترض أن يوحدها دين واحد، وتعبد ربا واحدا، وتتقاسم التعاليم والالتزامات نفسها، فهل نحن فعلاً بخير والأرض السورية تخضبت بدماء مئات الآلاف من الأبرياء؟ وهل نحن بخير والحرب مشتعلة على الحدود اللبنانية؟ وهل نحن بخير ومسلمو ليبيا ينحر بعضهم بعضا؟ متابعة قراءة هل كل رمضان ونحن بخير؟!
اليوم: 18 يونيو، 2015
القنبلة العربية الموقوتة ومخرج الإصلاح
رغم الهزة التي ألمت بالتيار الأردوغاني الإسلاميّ التوجه في تركيا في الانتخابات الأخيرة، إلا أنها من الهزات التي تفتح المجال لدور الأكراد في الحياة السياسية التركية كما أنها تعمق الديموقراطية في تركيا، وتجعل المدرسة الأردوغانية تعيد النظر في بعض سياساتها، مما يسهم في إعطاء مشروعها دفعات إيجابية. إن صعود تركيا لا يزال مستمراً بفضل قوة الدولة وتعدد شبكة مؤسساتها وعمق رؤيتها المستمدة من تاريخ قديم متجدد. تركيا الصاعدة ستبقى قوة رئيسية في الشرق، لا تقابلها بالحسم وقوة الدفع سوى إيران وفي جانب آخر التشكيل الجديد الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذي يتطلب الكثير من العمل والإصلاحات ليحقق النجاح.
لكن تركيا ليست مفتاح الشرق الأوسط. فالنزاع كبير ومستمر في هذه المرحلة حول المشرق والمغرب بل والخليج العربي، وذلك كما كان الأمر قبل عقود عند سقوط الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى. المسألة الأساسية في الشرق العربي هي القنبلة العربية الموقوتة الكبيرة التي تمثل في جوهرها حالة عنف وثورة وحراك وعملية تغيير تمس الشعوب العربية. الحدث العربي هو الأهم والأكبر منذ الحرب العالمية الأولى وثورة الشريف حسين عام ١٩١٦. هذه المرة يدور النزاع حول طبيعة الدولة العربية وذلك من حيث مؤسساتها وبنيانها ومدى تمثيلها للفئات الاجتماعية التي يتكون منها مجتمعها، كما يدور حول المستقبل والحدود وسايكس بيكو وخرائط جديدة تتبلور في وسط الأحداث. إن مأزق الدولة العربية (وإن تفاوت من مكان إلى آخر) مرتبط في الوقت نفسه بحدة تراجع حجم الطبقة الوسطى العربية، وعمق الأزمة الاقتصادية والسياسية في معظم البلدان العربية في ظل الفساد والبطالة وترابط كل هذا مع الغضب والنزوع للتمرد والعنف. متابعة قراءة القنبلة العربية الموقوتة ومخرج الإصلاح
حتى تعود لنا خالتي قماشة
يبدأ اليوم سباق الإنهاك الاختياري الذي أوجده المنهكون في زمن قريب كان بالإمكان السيطرة عليه، ولكنه اليوم تحول لعملية إنتاجية ضخمة متعددة الأوجه صنعت لأجل المستهلك، دون أن تكون له قدرة على التأثير الحاسم فيها.
معركة شهر الصيام تبدأ قبل أن يبدأ الشهر الفضيل بالتنافس الترويجي لأعمال تلفزيونية تفوق قدرة المشاهد المتفرغ على متابعة ربعها، وبطوفان من العروض المغرية للسلع والمأكولات التي سيذهب جلها لبطون الحاويات والقطط التي ستفرح معنا بشهر الخيرات، وقبل أن ينتصف رمضان تبدأ دوامة “القرقيعان” التي أفرغت من صميم براءتها لنصنع من الحلويات الملبسة والمكسرات الجافة التي “تقرقع” داخل سلة من القماش الأبيض الرخيص صناديق متفجرة بالتباهي والغلاء، وأيضاً قبل أن يبدأ الثلث الأخير يخرج رمضان من حساب من انشغلوا بلباس العيد والسفر وكيفية مشاهدة الحلقات الأخيرة للركام المتجلط في شرايين البث الفضائي. متابعة قراءة حتى تعود لنا خالتي قماشة
صندوق بندورا الداعشي
في استبيان للآراء أجري عام 2007 في أربع دول إسلامية هي مصر والمغرب وباكستان وإندونيسيا، كانت النتيجة هي ثلاثة من أربعة في الاستبيان يفضلون التطبيق الحازم للشريعة والنأي بالدول الإسلامية عن “القيم الغربية”. ثلثا الذين تم استفتاؤهم في تلك الدول يؤيدون قيام دولة إسلامية واحدة، أو أن تكون تحت الخلافة الإسلامية (من كتاب جون أوين مواجهة الإسلام السياسي والدروس الستة من التاريخ الغربي).
أيضاً في استبيان آخر عام 2012 أجرته “بو” (PEW) لاستطلاعات الرأي فإن 60٪ من المصريين يؤيدون التطبيق الحازم للشريعة، مقابل 32٪ يؤيدون استلهام القيم الإسلامية دون التطبيق المتشدد، مقابل 6٪ يعترضون على تطبيق الشريعة، 2٪ لا يعرفون. في الأردن تكون النسب 72٪ تطبيق شامل للشريعة، 26٪ استلهام القيم الإسلامية، 6٪ معارضون، 2٪ لا يعرفون.
أما في باكستان فالنسب كالآتي حسب التصنيف السابق 82٪، 15٪، 1٪، 2٪. في تركيا 22٪ يؤيدون التطبيق الكامل، 46٪ استلهام القيم الإسلامية، 27٪ معارضون، 10٪ لا يعرفون. في لبنان تكون كالآتي حسب التصنيف السابق من مؤيد إلى لا يعرف 17٪، و35٪، و42٪، و6٪، وفي تونس 22٪، و64٪، و12٪ معارضون، و2٪ لا يعرفون… (المرجع السابق) لبنان بسبب التركيبة الدينية للسكان هي الأقل حماساً للشريعة، بعدها تركيا وتونس، الأولى حملت تراث كمال أتاتورك العلماني الصلب، والثانية حملت إرث الحبيب بورقيبة. متابعة قراءة صندوق بندورا الداعشي
نسمات رمضان.. والمراجعة الوطنية
أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأن بلغنا رمضان، أعاننا الله جميعا على صيامه وقيامه وحسن العبادة فيه، ولعله من المفيد أن نستعيد في هذه المناسبة المثل الكويتي عن رمضان، الذي يقول «أهو يعود لكن إن شاء الله أحنا نعود».
ويقبل علينا رمضان هذه السنة والوطن تتزايد معاناته وآهاته، فالحريات العامة التي هي نفس الناس وحياتهم تمر بإشكالية التضييق والمعاصرة، بأشكال وأوجه عديدة، ولم تعد أحكام الدستور أحيانا هي المرجعية، خصوصا مع تشريعات تجنح الى هدر الضمانات الدستورية وتجيز الملاحقة والتوقيف والاتهام، حتى في أحوال الشك والاحتمال، بل إنها تتجه الى تقييد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اعتبار مجرد الدخول إليها وتصفحها كافيا لتوجيه شكوى الاتهام الجنائي ـــ بكل أسف ـــ فضلا عن التوسع في السماح للتجسس والتنصت تحت مبرر المصلحة الوطنية، فتحول الاستثناء الى أصل مهدرا للحريات، وغيرها كثير.
لم يعد يخفى أن إفرازات الانتخابات، التي تمت على أساس الصوت الواحد، رغم سلامته دستوريا، قد أوجدت حالة مضطربة وغير مستقرة ولا حميدة في التمثيل الوطني، الذي يحقق تماسك البنيان الوطني، بسبب نجاح الأقليات التي تفتت المجتمع، وتزيد من الطرح والخطاب الفئوي بدلا من الخطاب الوطني، وهي بذرة لحالة تشرذم وطني قادم، شهدنا ما يماثله في ظل الـ 25 دائرة والصوتين، كما تفاقمت مظاهره في طل الدوائر الخمس والأربع أصوات، وها هو الصوت الواحد تبين مؤشراته مخاطر آثاره على وحدة الوطن وتماسكه. متابعة قراءة نسمات رمضان.. والمراجعة الوطنية
العفو لا المصالحة
أتمنى جدياً ان يشرح لنا البعض معنى «المصالحة»، التي يطالب بها، وان يفسر كيفية تحقيقها ووضعها موضع التنفيذ. إذ على ما يبدو ان معلوماتنا في هذا المجال ليست كافية.
اذا كان مفهوم «المصالحة» هو ان تلغى القضايا والاتهامات التي حوكم وسيحاكم بناء عليها افراد المعارضة. وان يتم العفو الكامل والشامل عمن صدرت بحقهم احكام بالسجن او الادانة. اذا كان هذا هو المفهوم، فهو عمليا وواقعيا طلب «عفو» واسترحام، وليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بمفهوم وشروط المصالحة.
اما اذا كانت المصالحة ان يجلس الطرف الحكومي الممثل للنظام على سبيل المثال، مع اطراف ما يسمى بالمعارضة، وان يقدم كل طرف تنازلا للآخر. اي ان يتخلى عن بعض حقوقه، وان يتنازل عن اي مكاسب حققها سياسيا ضد الطرف الاخر. فالسؤال هنا: ما الذي لدى الاطراف المعارضة من مكاسب او نتائج ايجابية كي تتفاوض عليها؟ وفي المقابل، ما الذي لدى السلطة للتخلي عنه او وقف تنفيذه غير العفو عن المطلوبين والمحكومين؟! متابعة قراءة العفو لا المصالحة
رأي الصديق والزميل السابق
التقى، قبل ايام، منتخبا لبنان والكويت في بيروت في مباراة دولية في كرة القدم، وكانت النتيجة 1 – صفر لمصلحة الكويت. ما ان انتهت المباراة حتى اشتبك مشجعو الفريقين، وكانت الغلبة للبناني، ربما لأن المعركة دارت على أرضه. وكعادتنا في الغضب بسرعة والرضا بسرعة أكبر، طالب بعض المغردين وغيرهم، ومنهم المحامي صلاح الهاشم، بضرورة اتخاذ «الشعب الكويتي» موقفا من هذا الاعتداء، ومقاطعة لبنان، والامتناع عن زيارته! وبرر الصديق السابق والزميل الأسبق طلبه بأن الكويت سبق لها أن تبرعت بالكثير لإقامة مشاريع إنمائية وحيوية في لبنان، فكيف يقوم جمهورها بالاعتداء على شعب الدولة التي «تكرمت عليه»؟ متابعة قراءة رأي الصديق والزميل السابق