عندما تكتب عن قضية ما فإن لك هدفين تريد أن توصل من خلالهما رسالتك فيما كتبته، أولهما هو الجهة التي تريد أن تنبهها لخطئها لعلها تقوم بتصحيحه، اما الهدف الثاني فهو الناس لتوضح لهم عدم اندفاعهم لبعض الأفكار أو التوجهات التي قد تضر بالمجتمع.
هناك الكثير ممن يكتبون عن «داعش» وكأن «داعش» هو همهم الأول، ولكن جولة قصيرة في التلفزيونات العربية وعلى الأشرطة الإخبارية التي تعرضها طوال اليوم ستغنيك عن معرفة من صنعهم ومن يدعمهم دون أن يأتيك أبو العريف أو أبو العريص ليشرح لك.
فهل يقبل العقل أن قوات التحالف كما يذكرون لنا أنهم يقتلون يوميا 1000 مقاتل داعشي، ولو سلمنا بأن هذا الأمر صحيح فإنهم قد قتلوا أو سيقتلون منهم خلال سنة واحدة فقط 365 ألفا خلال هذا العام وعلى حساب تلك الأرقام يكون «داعش» قد انقرض.
لو كانت تلك الأخبار عن أعداد صحيحة فمن المؤكد أن تدفن تلك الجثث وسنشاهد قبورا جماعية في حال فرار زملائهم ومن سيدفنها هي قوات التحالف وحتما سيقومون بتصوير قبورهم الجماعية فمن يتبجح بقتلهم لن يهمه أن يدفنهم منفردين.
واليوم أكتب حتى يبحث أصحاب العقول عن كذب من يروج بأنه يحارب «داعش» وهو الداعم لهم لأن الكذب هو ديدنهم، واصبح المثل القائل «يقتل القتيل ويمشي في جنازته» هو الواقع فهم صنعهم وهم من يهولون بقدرتهم، ومع الأسف أن جهات إعلامية خدمت الكذبة الكبيرة.
أدام الله من حرك عقله ليفهم ولا دام من كان عقله في بيات يومي لا يتحرك.