من السهل ملاحظة انه لم يكن لدينا عمل سياسي فعال، ونضال وطني حقيقي خلال السنوات العشر السابقة. تحديدا، ربما منذ وفاة المرحوم عبدالعزيز الصقر توقف النضال والعمل السياسي الوطني في الكويت. فـ«المعارضة الجديدة» لا بارك الله فيها، ولا في من أيدها من سذج الحركة الوطنية، اعتمدت على ما يمكن لي تسميته بالنضال السياسي السلبي، والاجتهاد لتعميم السلبيات والاخطاء على الجميع، وفي كل الاماكن، بدلا من نبذها ومحاسبة مرتكبيها. «حشر مع الناس عيد» قد يكون هو الشعار المناسب لجماعة المعارضة، ومن والاهم في المرحلة «الحالية السابقة».
صدام حسين لم يكن لديه دفاع او هدف سام لاحتلال الكويت. لهذا عندما ووجه بمطالبة المجتمع الدولي له بضرورة الانسحاب تعلل بان تنسحب اسرائيل من فلسطين اولا. على قولة المصريين «اشجاب لجاب»، وما علاقة فلسطين بالكويت، ولماذا يعذب الكويتيون او يدفعون ثمن صمت المجتمع الدولي عن جرائم اسرائيل، لكنها بالطبع ضعف الحيلة وانعدام المبدأ ورداءة القصد، وهذا تماما كان وضع المعارضة في الكويت خلال السنوات العشر السابقة.
تعمل الحكومة على تنظيم البلد وصيانة املاك الدولة، يصرون على ان تبدأ اولا بالقسائم الصناعية. تطرح ضرورة التوفير والترشيد، يرفعون شعار فرض الضرائب على التجار اولا، ينادي المخلصون بضرورة الخصخصة لأهميتها، يتعللون بأن تسبق ذلك محاربة الفساد والحد من استغلال الاموال العامة. حتى عندما يتعلق الامر بحقوق الناس والحريات العامة التي يعاديها جميع من احتل المراكز الامامية في العمل السياسي في السنوات السابقة. حتى هذه الحريات خضعت وتخضع للمساومة ولمبدأ او بالاحرى لابتزاز ــ فليست هناك مبادئ ــ اطلقوا سراح هذا اولا او دافعوا عن فلان ندافع معكم عن علان. وعندما تلجأ الحكومة، وبشكل نادر، الى تطبيق صحيح القانون، يردون بالاعتراض بحكم انه لم يطبق على من سبق. وربما عانت حرية الرأي بشكل خاص من جراء هذا النهج السلبي والمتخلف. فالاعتراض كان دائما لماذا سمحتم بدخول فلان ومنعتم صاحبنا. او اغلقوا هذه الصحيفة او القناة مثلما اغلقتم صحيفتنا او وسيلتنا الاعلامية.
هذا ما يمكن وصفه بالنضال السلبي. فهو نتيجة انعدام الحيلة والهدف. والقصد منه «المحافظة» على الاوضاع وتبرير الاخطاء، وليس تجاوزها والانطلاق نحو الاصلاح الذي يرفع شعاره البعض.