صعوبات التعلم مفهموم انتشر بشكل كبير في المدارس ، و لكن غير معروف عند بعض أولياء الأمور ،، فما المقصود به ؟
عندما كرم الله تعالى الإنسان ميزه عن سائر الكائنات بالعقل، وجعل في الأم غريزة تدفعها للإهتمام بأبنائها ورعايتهم ، وهذه الغريزة موجودة لدى كل الأمهات ، وقد يتواجد بين الأبناء الى جانب الأبناء الطبيعين أطفال لديهم مواهب وابداع في جانب معين ، كما يمكن ان يكون هناك ابن لديه اضطراب أو مشكلات مختلفة ، وكل ذلك لحكمة من الله عز وجل .
من الضروري بعد ملاحظة الوالدين لبعض المؤشرات التي تدل على وجود مشكلة ما أخذ الابن الى المختصين ليتمكنوا من تحديد المشكلة واجراء الإختبارات اللازمة والتشخيص و وضع خطة علاجية مناسبة وذلك ليتمكن الإبن من التوافق مع المجتمع .
من خلال عملي كباحثة احتماعية في المدارس لاحظت تداخل المفاهيم لدى أولياء الأمور وعدم تمييزهم لأسباب المشكلات الدراسية لدى الأبناء ، وفي هذا المقال سأتناول احد اضطرابات النمو في الطفولة و هو صعوبات التعلم التي قد تكون سبب في انخفاض التحصيل الدراسي لدى الطالب .
في البداية يجب تطبيق اختبار الذكاء على الطالب و يتبن من خلال نتيجة الاختبار انه يقع في مستوى ذكاء متوسط أو فوق المتوسط ، ومع ذلك يكون لديه صعوبات في القراءة والكتابة أو الحساب ويكون هذا الخلل واضح في هذه الصعوبات الأكاديمية وهذا النوع الأول من صعوبات التعلم ، ويلاحظ وجود محك التباعد
اي فرق واضح بين مستوى الذكاء والتحصيل الأكاديمي ، وأيضاً محك الاستبعاد اي استعباد اي نوع من الاعاقات سواء العقلية أو الحسية (السمعية / البصرية) أو الإنفعالية وغيرها ، وكذلك استبعاد وجود مشكلات بيئية كالمشكلات الأسرية والإهمال والتعليم غير الكافي و غير المناسب .
بعد استبعاد جميع ما سبق وملاحظة الآباء و المعلمين ان ابناءهم لديهم صعوبة في واحدة أو أكثر بين المجالات التالية : التعبير الكتابي ، التعبير الشفهي ، فهم النص المقروء واجراء العمليات الحسابية .
من هنا يبدأ الشعور بوجود اضطراب صعوبات التعلم الأكاديمية التي تحدث بسبب صعوبات التعلم النمائية وهي النوع الآخر من صعوبات التعلم التي تظهر قبل دخول الطفل للمدرسة ، وهي صعوبات تتعلق في العمليات النفسية الأساسية والوظائف الدماغية ، و الناتجة عن وجود خلل في الجهاز العصبي المركزي ، وتتمثل في اضطراب الإنتباه ، وتكمن صعوبة التعلم هنا الى تشتت انتباه الطفل وعدم الإستجابة للمثيرات السمعية والبصرية والإحساس بالحركة ، كذلك اضطراب الذاكرة وهو عدم القدرة على استرجاع ما تم تعلمه سابقاً أو مشاهدته أو سمعه ، والنوع الآخر من الصعوبات النمائية هو العجز في العمليات الإدراكية المتمثلة في وجود صعوبة في الادراك البصري و السمعي واللمسي والعلاقات المكانية ، بالإضافة الى اضطرابات التفكير اي الصعوبة في حل المشكلات والمقارنة والعمليات التي تحتاج الى تفكير ، وأخيراً اضطرابات اللغة الشفهية وهي صعوبة التعبير عن الأفكار لفظياً .
هذه باختصار انواع صعوبات التعلم و سأتناول كل واحدة بالتفصيل في مقالات اخرى بإذن الله .
One thought on “مفتاح الدخول للتعرف على صعوبات التعلم”