فؤاد الهاشم

أين يقع الضمير؟!

قبل أيام، تداولت وكالات الأنباء -خبراً مع فيديو- لإنجاز علمي صيني مذهل يتمثل في صناعة «روبوت يكون نسخة طبق الأصل من الشخص الذى يطلب صنعه له» ويكون مزود بشرائح استشعار تقلد كل حركة من صاحبها الأصلى، بمعنى، أنت تبتسم أمام الروبوت، هو أيضاً يبتسم! تضحك، هو يضحك! تفتح فمك عن آخره، هو يفتح فمه عن آخره!تحتضنه وتداعب أصابعك ظهره، هو يفعل الشئ ذاته حين يحتضنك!!

الروبوت مصنوع من السليكون وبلون جلد الإنسان ويرتدى نفس الملابس وله نفس الملامح..و..و..هكذا!!

اليابانيون سبقوا أهل الصين واخترعوا «الروبوت» منذ سنوات، لكنه «روبوت» من البلاستيك الأبيض وشكله كأنه لعبة في محل أطفال، أما الصين، فإنك حين تقف أمامه -بعد أن يصنع على مواصفاتك- فكأنك تقف أمام..مرآة!! متابعة قراءة أين يقع الضمير؟!

احمد الصراف

أخلاقيات الطبيب والصحافة

سنت جريدة «الجريدة» الكويتية سنة حسنة، بوضعها الكثير من المواد الصحافية، التي تبدو في ظاهرها وكأنها أخبار صحافية، ضمن إطار محدد، والاشارة الى أن مادتها إعلانية تسويقية، وليست خبراً حقيقياً. وهنا نطالب كل الصحف الأخرى باتباع أسلوب جريدة «الجريدة» نفسه، من منطلق حماية القارئ من الإعلانات المضللة، علما بان غالبية الصحف والمجلات الغربية المحترمة تتبع هذا الأسلوب من عقود طويلة، وسبق أن كتبنا عن هذا الموضوع. وليس غريبا أن تمنع محطات التلفزيون الوقورة مذيعي نشرات الأخبار فيها من المشاركة في أي برامج أخرى، لكي لا يختلط الأمر على المشاهد في ما يسمعه من المذيع في أي برنامج آخر، ويعتقد أن ما يقوله هو خبر قابل للتصديق، في الوقت الذي يكون فيه إعلانا تجاريا مدفوع الثمن. متابعة قراءة أخلاقيات الطبيب والصحافة

سامي النصف

أديان وطوائف وإشكالات مصطنعة!

بعكس الخلافات بين أصحاب الديانات المختلفة في أوروبا، حيث قامت محاكم التفتيش لتعذيب اليهود ثم أشعلت الأفران قبل عقود قليلة لحرق الملايين منهم، ومثلها حروب طوائفهم الرئيسية من ارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت التي استمرت لقرون عديدة وذهب ضحيتها الملايين وقبلهم حروب الإمبراطوريتين الرومانيتين الشرقية المسماة بيزنطة والغربية التي عاصمتها روما، لم تشهد منطقتنا العربية حتى شيئا من تلك الصراعات!

متابعة قراءة أديان وطوائف وإشكالات مصطنعة!

شملان العيسى

فقيد الوسطية والاعتدال

شيعت الكويت أمس الأول رئيس مجلس الامة السابق جاسم محمد الخرافي وبرحيله فقدت بلدنا علماً ورائداً لخط الوسطية والاعتدال الذي لم يحد عن نهجه والتزم بنهج الوطنية الثابتة البعيدة عن المزايدة والتزلف.. فلم تغير المناصب الكثيرة التي تولاها الفقيد من بساطة وحسن خلقه وحبه للتواصل مع احبته من اهل الكويت وحكامها.
راقبت اداء الفقيد في ادارته لرئاسة مجلس الامة حيث كان يدير الجلسات بكل هدوء واقتدار.. وقد تحمل الكثير من الاتهامات وغضب النواب الذين يحرصون على كسر اللوائح النيابية وكان دائماً يستقبل الغضب والاهانات والصراخ احياناً بروح سمحة متسامحة تتخللها ابتسامته المعهودة واحياناً يطلق بعض القفشات والتعليقات الطريفة لامتصاص الغضب والزعل النيابي.. وبهذه الطريقة المميزة استطاع ادارة الجلسات وامتصاص غضب من كان يحاول عرقلة مسيرة المجلس وفض جلساته.
متابعة قراءة فقيد الوسطية والاعتدال

حمد الاذينه

أنا الحكومة

جلست مع صديق نستذكر بعض الأمور حينما كنا ندرس بجمهورية مصر العربية علما ً أن هذا الصديق تخرج و أسأل الله له التوفيق ، أما انا فربما كنت متعهدا أن أتخرج بعد انتخاب أربع رؤساء و الى الان انتظر الرئيس الرابع ، المهم أننا استذكرنا فيلم سينمائي للمبدع أحمد السقا و كان اسم هذا الفلم ( الجزيرة ) الذي يجسد فيه دور مجرم خارج عن القانون و لم تستطع الحكومة القبض عليه و ذلك بسبب تخاذل أحد ضباط الداخلية الكبار و فسادهم بسبب تعطشهم للرشوة التي هي بمثابة مرتب شهري ، قام هذا الخارج عن القانون بالتمادي بعمليات تهريب المخدرات إلى أن طغى و قال بأعلى صوته مقولته الشهيرة ( أنا الحكومة ) ما جعل كرامة الحكومة تهتز و ترتب الخطة للقبض عليه و لكن من قبل الضباط الشرفاء .
متابعة قراءة أنا الحكومة

حسن العيسى

زرعتم الريح…

ليت الأنظمة العربية المتحجرة تتذكر حكمة: زرعتم الريح فحصدتم العاصفة، فمع كل الضربات الجوية المستمرة وتحالف ستين دولة، يحقق تنظيم “داعش” انتصارات في شرقنا المستوطن زمانياً في العصور الوسطى رغم مظاهر الحداثة الخاوية، فحين يستولي “داعش” على مساحات شاسعة من سورية والعراق، ويقتل ويفجر في مصر والسعودية، ولا يمكن استثناء أي قطر عربي آخر من لعنة سرطان داعش، على الأنظمة العربية أن تتساءل ولو لمرة واحدة، هل “ظاهرة داعش” حالة غريبة استثنائية، وتمثل شذوذاً في الوضع العربي الآن، أم إنها تحصيل حاصل لواقع المجتمعات والأنظمة العربية، ونتيجة طبيعية له.
اسم المرض السرطاني الذي ينخر في العقل العربي الإسلامي اليوم “داعش”، وقبل فترة بسيطة كان اسمه القاعدة، وقبل ذلك كان له اسم “الأفغان العرب” أو “المجاهدون”، وكم كان مثل تلك الأسماء مصدر فخر واعتزاز عند الكثيرين في المجتمعات العربية المتعصبة، وتظل عنونة القتال والفتك باسم الدين تارة والطائفة تارة أخرى تتغير، لكن يبقى مضمونها واحداً، وهو رفض الآخر المختلف، مع الإيمان بخرافة متجذرة عند دعاة الدولة الدينية ومفتيها بأنهم وحدهم أهل الحق وأصحاب الجنة، وبقية الدنيا بمن فيها من أهل الباطل والنار. متابعة قراءة زرعتم الريح…

محمد الوشيحي

نحن القطة المغمضة

الله على من يستنكر تفجير “مسجد القديح” الشيعي في السعودية، وهو لا يكل ولا يمل من مهاجمة الشيعة، كطائفة ومذهب، على مدار الساعة، ويحرض على اجتثاثهم.
الله على من يبكي، ويحثو التراب على رأسه، حزناً على القتلى والمصابين الشيعة في انفجار “مسجد القديح”، ويرقص طرباً عند رؤية جثث السوريين السُّنة المقصوفين ببراميل بشار.
سيبك من “شعارات الزينة”، سيبك من حكاية “الوحدة الوطنية” و”التعايش” و”مجتمع الأسرة الواحدة” وبقية الخرابيط، فهذه مثل البسكويت وقناني مياه “بيريه” التي نشاهدها على طاولة اجتماعات القادة، أو اجتماعات الوزراء، هي للزينة فقط. راجع كل الصور، الملتقطة للاجتماعات، ستجد أن أحداً لم يمد يده ليتناول البسكويت أو مياه بيريه. متابعة قراءة نحن القطة المغمضة

احمد الصراف

أيَّار ومايو

تتميز أشهر السنة الميلادية، او الغريغورية، والتي تماثلها عددا وترتيبا الأشهر السريانية، كتشرين وأيار ونيسان، عن الأشهر العربية أو الإسلامية، بكون كل شهر منها له طعم ولون ورائحة، بعكس الاشهر العربية، باستثناء شهر رمضان، التي تأتي في فصول تختلف من سنة لأخرى.. وبالتالي يصعب أن تكتسب هذه الأشهر سمة محددة تتعلق بقدوم فاكهة ما أو حلول طقس بارد او حار، لأنها اشهر تتبع القمر، وليست شمسية، وبالتالي يأتي محرم مثلا في سنة شديد البرودة، وبعد عقود قليلة يعود بحرارة شديدة. وعلى الرغم من أننا أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، لكنها غير معروفة، فإننا نتبع ثلاث تسميات أو أكثر لأشهر السنة. فالسعودية مثلا تتبع التقويم الهجري، وتورده على مستنداتها، وأحيانا تذكر الشهر الميلادي معه. أما دول الخليج الأخرى فغالبا ما تستخدم الميلادي فقط، وفي أحيان قليلة تورد المصادف الهجري. أما لبنان وسوريا والعراق فإن اشهرها سريانية التسمية، أما المغرب والجزائر وتونس فتتبع التسمية الميلادية، ولكن بلفظ فرنسي غالبا. وهناك حالات أخرى ولكن غير مهمة.
متابعة قراءة أيَّار ومايو

عبدالله غازي المضف

«أبوي.. جاسم الخرافي»

«من طول الغيبات..» تلك الجملة الحبيبة كنت أسمعها دائماً عندما أغيب يومين أو ثلاثة عن زيارته في بيته.. كان يقولها لي عمي جاسم الخرافي، على ذلك النحو المبتور من دون أن يكملها، وعلى وجهه ابتسامة دافئة كمن يعاتبني على غيابي، وإن كان الغياب قصيراً.. كنت أجري إليه بلهفة «الابن» في خضم معاركه السياسية الكبرى، خوفاً عليه من «الأذى» أو «الضيقة»، فأراه جبلا من التفاؤل والصلابة والصدق.. أراه جبلا قويا محبا لوطنه وعلى وجهه الابتسامة الجميلة ذاتها التي طالما رأيناها في الجرائد والإعلام في أحلك الظروف وأمرّها.. ومن دون أن يقولها لي، كنت أرى في عينيه أن ما ظننته شأنا خطيرا لا يعد سوى «رشات رذاذ» أمام مشواره السياسي الحافل: من فينا سينسى أزمة الحكم؟ إذن ما دامت تلك الامور التي أقلقتني لا تعد سوى «رشات رذاذ»، فلماذا كان يعطي مفتعليها تقديرا عظيما فيكون أول الحاضرين في أعراسهم؟! لماذا كان أول الحاضرين عزياتهم؟ أول الزائرين في غرف مستشفياتهم؟ انه جاسم الخرافي الانسان، الذي يحترم خصومه ويقدرهم بأخلاقه.. المخلص لوطنه، الوفي لأصدقائه، والعاشق لأبنائه وأحفاده وأهله جميعا، والحريص على أدق تفاصيلهم.. لن أنسى أبدا «سوالفه» اليومية مع ابني غازي ذي السنة والأشهر الثمانية على سفرة العشاء عندما يحادثه بشغف واهتمام وتركيز كبير، وكأنما عمر غازي في الخمسين.. ولن أنسى، مهما طالت الحياة، اتصاله الاخير معي قبل وفاته بساعات قليلة، وهو يشرح لي ما اشتراه في تركيا، من ملابس اختارها بنفسه لابني ومولودتي الجديدة.. ذلك الحب العظيم الذي زرعته في دمي يا أبوي جاسم لا أجد في نفسي من بعده الا غصة دامية تذبحني على وداعك الأخير.. نم قرير العين يا حكيمنا وحبيب الكويت، وألف رحمة على روحك الطاهرة.. فقد أحببتك أبا وصديقا وحبيبا ورمزا للوطن، ولا املك في مصابنا الجلل الا ان أستذكر جملتك الحبيبة، فأكملها وأقول: «من طول الغيبات يا أبوي جاسم.. نلقاه بالجنة، بإذن الله تعالى».

احمد الظفيري

ذات صُدفه

ذات صُدفه وجدت نفسي الهاربه مني ، وجدت نفسي التي تُشبهني ، نفسي التي تقرأ صمتي و تُشاركني حُب “داغستان بلدي” و حُب الفجر و السهر ، حُب سكون الفجر الظاهري و صخبه الباطن ، ذات صُدفه و الصُدَفْ لا تتكرر كثيراً في هذه الحياة ، كان اللقاء ، كان حديثاً عن كُل شيء عن الحقيقه و أيُ حقيقه !! حقيقه نزعنا بها كُل قناعٍ كُنا نُخفي وجوهنا به ، تحدثنا عن حياتنا أحلامنا آمالنا أهدافنا قصائدنا و كتاباتنا عن كُل شيء ، تعاهدنا على البقاء و اللقاء كـ نهرٍ لا يجد مصباً إلا قلب المدينه ، لم نكد نُنهي أول أحاديثنا حتى قالت “أنا فتاه أعشق الغياب بل أنا سـ أغيب في الحياة الأخرى هناك أشياء تنتظرني ، و ربما ربما سأعود كُن بـِ خير” قالتها و رحلت ، كُنت كـ من إستيقظ من حلم جميل أزعجته هذه اليقظه ، لم أجد سوى الصمت وسيله لتمالك نفسي من الإنهيار ، بحثت عن نفسي عن قصائدي عن كُل شيء جميل كان بين يداي ، لقد رحل كُل شيء معها ، مع من أتت بها الصدفه و غادرتني على عجل ، توسلت البكاء حتى لا أقع في فخ أن يلتهم الوجع قلبي ، لم تكن حلماً بل كانت حقيقه لكنها لم تدم طويلاً ، الآن أنا مدينة إنتظار و مرسى إنتظار و حياتي كلها إنتظار على أمل عودتها سـ أبقى صامداً على وعد “ربما سـ أعود” ، تطاولت أيام الغياب و إستبد الظمأ تسلطاً على قلبي ، كُنت في صراع بين هل تعود أو لا تعود ، كان الليل طويلاً جداً حتى ليالي الصيف القصيره كانت أطول مما يجب ، كان ليلاً بارداً و صباحاته شاحبه ، كُنت أنتظر كـ ميناء لا يعرف سوى إنتظار السفن لِـ تُلقي حمولتها فيه و ترحل ، عامٌ مضى و جاد الفجر بِـ صُدفه أخرى ، لم تكن كما كانت ، كان السواد يكتسيها ، كانت نبرة حديثها تكاد تختنق وجعاً ، كانت ترى الحياة مُجرد وجع ، قالتها و بِـ صوت تتكسر حروفه تعباً ، خذلتني كُل الأشياء التي كُنت لا أُريدها و ألزموني بها قاتلت من أجل بقائها و خذلتني ، تركتني على قارعة الطريق مُمتلئه وجعاً ، لستُ وحدي أصبح لي شُركاء في الوجع لقد أصبحت أُماً و أباً و جداراً لِـ من لا يعرفون سوء ما حدث و حجم تضحيتي من أجلهم ، أنا الآن مُجرد جسد يُشبه جذوع النخيل المُهمله على قارعة الطُرق الصحراويه ، أرى بِـ عيني تغير كُل شيء و أنا لا أتغير ، لا شيء في الأُفق سوى اليأس ، لم أعد جميله كـ ما السابق ، لم أعد مدينه تصب بها كُل أنهار قصائد الشُعراء ، أنا لا شيء ، كم كانت قاسيه هذه الصُدفه أعادتها لي جسداً بلا روح و شتاتاً لا يقوى إستجماع نفسه ، إستجمعت قواي و قلت : نحن معاً الآن و ما كان كان و ما سيكون سيكون هذا البُكاء و هذا العتب و هذا اليأس لن يُغير من الوجع شيئاً ، يكفي أننا معاً يداً تُمسك يد ، سنسير معاً و ننقذ بعضنا البعض و سنكون بخير نعم سنكون بخير ..
“قصه قصيره”