رغم الكم الهائل من الأسلحة والمقاتلين والمستشارين من أميركا وروسيا وإيران وحلفائها مازالت قوات داعش تحتل المدن العراقية والسورية، والضحية دائما هم أبناء المناطق السنية في العراق أو في مناطق نفوذ الجيش الحر في سورية.
في العراق – الأكراد لهم مناطق نفوذ وإدارة محلية مستقلة، كما أن لهم جيشهم الخاص الذي تدعمه وتسلحه أميركا والغرب بل تدعمه عملياته جويا إذا اقتضى الأمر.
وكذلك لبغداد والجنوب جيش العراق الذي تحول من الدفاع عن كل أراضي العراق إلى الدفاع فقط عن مناطق نفوذ الشيعة فقط.
وحدهم سكان محافظات المنطقة الغربية «الأنبار ونينوى وصلاح الدين» لا أحد يدافع عنهم، فتارة تهرب القوات العراقية مع بداية المواجه مع مقاتل داعش، وتارة أخرى يهربون قبل المعركة كما حدث مؤخرا في الأنبار.
أرادت الولايات المتحدة تسليح قبائل المنطقة الغربية العراقية باعتبارهم رأس الحربة في محاربة الإرهاب ولكن للأسف رفضت الحكومة العراقية هذا التوجه، وأكدت أنها هي من سيدافع عنهم ولكن على أرض الواقع يهرب جيش حكومة العبادي دائما ويترك الأهالي ضحايا لأجرم تنظيم إرهابي على وجه الأرض.
الواقع يحتم على العرب والخليجين أن يفرضوا على الغرب القبول بمبدأ تسليح القبائل السنية في العراق ومقاتلي الجيش الحر في سورية، فتنظيم داعش بات يسيطر على نصف سورية وعلى مناطق شاسعة من المحافظات السنية في العراق واصبح السكان يتعرضون إلى حرب إبادة من تكرار العمليات العسكرية في بلداتهم، فـ«داعش» يقتلهم من جهة ونيران جيش الحكومة وحشدها الشعبي يصيبهم من جهة أخرى بذريعة تحريرهم.
يبدو القول إن الغرب يخشى ان تقع الأسلحة النوعية الغربية في أيدي الإرهابيين إذا ما تم تسليح القبائل السنية في العراق والجيش الحر في سورية لم يعد قولا مقبولا – فقد أصابت داعش غنائم كثيرة ومتنوعة من أسلحة وذخيرة الجيش العراقي المستوردة من أميركا، كما ان هذا الإقليم الممتد من غرب العراق إلى الشرق في سورية يعاني من عمليات إبادة جماعية للسكان يرتكبها «داعش» والنظام معا، وعلى الدول الغربية في التحالف الدولي ضد «داعش»، ان تدعم المقاتلين المعتدلين على الأرض، فالحرب الجوية وطلعات التحالف الجوية لا تؤتي أكلها – يقول السيناتور جون ماكين الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس الأميركي في مقابلة مع السي ان ان: إن 75% من الغارات الجوية تعود لقواعدها دون إلقاء القنابل، ذلك بسبب عدم وجود أي أحد على الأرض يمكن أن يعطيهم قدرة على تحديد الأهداف، هذه عملية جوية غير مجدية.