إسلامنا الحنيف دين سماوي عظيم جاء خاتما لجميع الديانات السماوية، وجامعا لكل أحكام المعاملات الإنسانية، وصالحا لكل زمان ومكان، فهو دين الرحمة والسماحة التي أرسل الله بها نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وللأسف الشديد أصبح مفهوم الإسلام الآن لدى الغرب قد يتلخص لديهم في صورة معاكسة ومغايرة تماما للإسلام الصحيح، صورة خاطئة تعكس العصبية والفكر المحدود وإلغاء الطرف الآخر، كما أصبح الإسلام العظيم بفضل الممارسات الإرهابية والتكفيرية رمزا للعنف والقتل والدماء.
لم يكن ديننا الحنيف يوما دينا لنشر العنف والكراهية والبغضاء بين البشر، بل على العكس كان مصداقا للديموقراطية وتقبل الفكر المعاكس، حيث تكرر النداء الإلهي للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في آيات عديدة مشددا عليه على الدعوة بالحسنى (وجادلهم بالتي هي أحسن)، كما أمره بترك القسوة والتشدد في المعاملة في الآية الكريمة التي قال فيها الله عز وجل (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
لم يكن الإسلام يوما دينا متعصبا أو دينا يفرق بين البشر بناء على لون أو جنس أو طائفة أو دين، بل إنه دين تعايش وتسامح مع الآخرين.
دعونا نعود الى ذلك الإسلام، ونعمل وفق نهج الرسول الأعظم في حسن المعاملة والخلق الذي مدحه الخالق عز وجل حين وصفه الله عز وجل بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم)، و لنترك تعصب الجاهلية البغيض الذي نهى عنه الإسلام، ولنكن فعلا «خير أمة أخرجت للناس».
ختاما، أستذكر أيضا قوله عز وجل (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، داعية الجميع في هذا الوطن الحبيب إلى طاعة صاحب السمو الأمير، وتطبيق ما دعا إليه سموه مؤخرا بأن نعمل جميعا على نبذ العصبية والاحتقان الطائفي الأخطر على وجود الأمة، و نبذ الصراعات والنزاعات التي اتخذت من الإسلام اسما لها.
نعم، فالحل فقط هو بالعودة الى الإسلام الصحيح، دين التسامح والسلام.