هناك مبدأ يتحدث عنه الكل ويطالب الآخرون به وهو مبدأ «الاعتراف بالحق فضيلة» ولكن لا أعرف أيهما الذي يريده الناس أهو الاعتراف أم الفضيلة وحتى أكون منصفا معكم فإنني سأقيس الأمر على نفسي أولا.
فإنني أعترف واعترفت واعتذرت في أكثر من مقال عن أخطائي التي اقترفتها في حق الآخرين وأهمها اعتذاري عما كتبته ضد إتمام صفقة الداو كيميكال، لأنني صدقت ما سمعته ممن كنت اعتقد أنهم من أهل الثقة وعن أخطائي غير المقصودة وأكون قد كتبتها ممازحا والتي ينبهني إليها الآخرون.
لقد تراجعت واعتذرت عن الأخطاء ليس بحثا عن الفضيلة، ولكن خوفا من الله عز وجل وحتى لا يخرج علي شخص ويظلمني، وهذا ما أتعوذ منه دائما بألا أظلم أحدا ولا يظلمني أحد، فالظلم ظلمات كفانا الله شرها في الدنيا والآخرة.
لقد لاحظت أن كثيرا من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي يظلمون الناس وهم لا يشعرون لأنهم لا يتحرون الدقة فيما يسمعون وحتى أوضح الفكرة وأسهلها لكم فإنني سأضرب لكم العملة النقدية كمثال فأي عملة حقيقية في العالم لها وجهان مختلفان فإن كانت ذات وجه واحد فإنها حتما عملة مزورة والأمر مطابق تماما لما يقوله البعض فإن لقصته وجها آخر لا يريد لأحد أن يشاهده أو يكشفه.
في تلك المواقع هناك كثير من الناس منهم من يبحث عن البطولات، وهناك من يأخذ ما يكتب طريقة للابتزاز وهناك من يبحث عن زيادة المتابعين بفضائح الناس، وهذا ما أثبتته قضية المواطن الذي قيل إنه يسكن في الشارع وكأنه من الهوملس في بلد غربي ولو فكرتم وحركتم عقولكم قليلا في الأمر لكانت هناك عشرات الأسئلة التي يجب أن تجيبوا إجاباتها وحين تتأكدون من الحقيقة، فهل ستكونون من محبي الفضيلة أم تكونون من الظالمين.
أدام الله من تأكد من الحقيقة، ولا دام من تكسب بمصائب الناس بحثا عن الشهرة وزيادة متابعيه.