تواجه دول الاعتدال العربي ممثلة بدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن والمغرب وتونس مرحلة حرجة تتطلب اعادة النظر في سياساتها بسبب بروز تهديدات جديدة من داخل الانظمة العربية.
دول التحالف العربي دخلت معركة الحزم في اليمن دفاعا عن الشرعية وحل الخلافات بين القوى المتصارعة في اليمن بعد هيمنة الحوثيين بدعم من طهران على معظم الاراضي اليمنية، املا في الوصول الى حلول سلمية تحفظ اليمن من ويلات حروب اهلية قد تمزق اليمن لكن ما ان بدأت مشاورات المبعوث الدولي لحل الخلافات في اليمن املا في الوصول الى وقف اطلاق النار والوصول الى حلول سلمية حتى برزت امامنا مشكلة جديدة في العراق بسقوط مدينة الرمادي بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية «داعش».
المعضلة التي تواجه دول الاعتدال العربي هي كيف يمكن التعامل مع الازمة الجديدة في العراق، خصوصا ان التطرف السني ممثلا بالدولة الاسلامية يواجه تطرفا شيعيا ممثلا بالحشد الشعبي وبدعم من الحكومة العراقية وميليشيات وقوات ايرانية؟ المشكلة في الحقيقة ان انتصار اي فريق من الاخوة المتصارعين في العراق -وهذا امر صعب ومعقد- يشكل خطرا على دول مجلس التعاون ودول الاعتدال العربي وتحديدا الاردن الشقيق خصوصا انه لا توجد قوى دولية تريد التدخل في العراق.
رئيس وزراء العراق د.حيدر العبادي طلب من قوات الحشد الشعبي المؤلف في معظمه من فصائل شيعية مسلحة الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية خصوصا مدينة الرمادي التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
زيارة وزير الدفاع الايراني حسن دهقان لبغداد وابداء دعم حكومته العسكري لحكومة عبادي يشعل النار الطائفية في العراق اكثر مما سبق وهو تدخل سافر في الشأن العراقي وتهديد واضح لدول الجوار العربي خصوصا المناطق العراقية المجاورة للسعودية.
الولايات المتحدة اعترفت بسقوط الرمادي واعتبرته انتكاسة ولن تتدخل برا لاستعادتها وتعمل الولايات المتحدة على اعادة النظر في استراتيجيتها في العراق بعد سقوط الرمادي بأيدي تنظيم داعش وان واشنطن ستساعد بغداد لاستعادة هذه المدينة في اسرع وقت ممكن وسوف تبعث واشنطن منظومة صواريخ امريكية الى العراق.
السؤال: ماذا تعني هذه التطورات المتسارعة في العراق على الوضع غير المستقر في الوطن العربي بشكل عام والخليج بشكل خاص؟ الامر الواضح بالنسبة لنا هو انتصار التطرف الديني في الوطن العربي فاذا انتصرت الدولة الاسلامية في العراق او الحشد الشعبي الشيعي في المعركة التي تدور رحاها في العراق المنكوب فان الخاسر الاكبر هو دول الاعتدال العربي والشعب العراقي، وكالات الانباء العالمية تورد اخبار النازحين من العرب السنة من مناطقهم الى بغداد والمناطق المجاورة، هؤلاء اللاجئون من عرب العراق السنة وجدوا انفسهم في وسط موغل بالكراهية ويتحكم بهم ساسة طائفيون يعون ان بقاءهم ووجودهم في مناصبهم لا يدوم من دون هذه الكراهية الطائفية التي تمارس ضد الشعب البائس والخائف والمشرد في العراق.. هؤلاء اللاجئون وقعوا في الوسط بين ارهابيي داعش وطائفيي الحكومة العراقية التي تطلب كفيلا لكل لاجئ، حتى يدخلوا عاصمة بلدهم بينما يدخل الايرانيون بالآلاف للعراق ويجدون الترحيب..هزلت!