ليت الأنظمة العربية المتحجرة تتذكر حكمة: زرعتم الريح فحصدتم العاصفة، فمع كل الضربات الجوية المستمرة وتحالف ستين دولة، يحقق تنظيم “داعش” انتصارات في شرقنا المستوطن زمانياً في العصور الوسطى رغم مظاهر الحداثة الخاوية، فحين يستولي “داعش” على مساحات شاسعة من سورية والعراق، ويقتل ويفجر في مصر والسعودية، ولا يمكن استثناء أي قطر عربي آخر من لعنة سرطان داعش، على الأنظمة العربية أن تتساءل ولو لمرة واحدة، هل “ظاهرة داعش” حالة غريبة استثنائية، وتمثل شذوذاً في الوضع العربي الآن، أم إنها تحصيل حاصل لواقع المجتمعات والأنظمة العربية، ونتيجة طبيعية له.
اسم المرض السرطاني الذي ينخر في العقل العربي الإسلامي اليوم “داعش”، وقبل فترة بسيطة كان اسمه القاعدة، وقبل ذلك كان له اسم “الأفغان العرب” أو “المجاهدون”، وكم كان مثل تلك الأسماء مصدر فخر واعتزاز عند الكثيرين في المجتمعات العربية المتعصبة، وتظل عنونة القتال والفتك باسم الدين تارة والطائفة تارة أخرى تتغير، لكن يبقى مضمونها واحداً، وهو رفض الآخر المختلف، مع الإيمان بخرافة متجذرة عند دعاة الدولة الدينية ومفتيها بأنهم وحدهم أهل الحق وأصحاب الجنة، وبقية الدنيا بمن فيها من أهل الباطل والنار. متابعة قراءة زرعتم الريح…
اليوم: 23 مايو، 2015
نحن القطة المغمضة
الله على من يستنكر تفجير “مسجد القديح” الشيعي في السعودية، وهو لا يكل ولا يمل من مهاجمة الشيعة، كطائفة ومذهب، على مدار الساعة، ويحرض على اجتثاثهم.
الله على من يبكي، ويحثو التراب على رأسه، حزناً على القتلى والمصابين الشيعة في انفجار “مسجد القديح”، ويرقص طرباً عند رؤية جثث السوريين السُّنة المقصوفين ببراميل بشار.
سيبك من “شعارات الزينة”، سيبك من حكاية “الوحدة الوطنية” و”التعايش” و”مجتمع الأسرة الواحدة” وبقية الخرابيط، فهذه مثل البسكويت وقناني مياه “بيريه” التي نشاهدها على طاولة اجتماعات القادة، أو اجتماعات الوزراء، هي للزينة فقط. راجع كل الصور، الملتقطة للاجتماعات، ستجد أن أحداً لم يمد يده ليتناول البسكويت أو مياه بيريه. متابعة قراءة نحن القطة المغمضة
أيَّار ومايو
تتميز أشهر السنة الميلادية، او الغريغورية، والتي تماثلها عددا وترتيبا الأشهر السريانية، كتشرين وأيار ونيسان، عن الأشهر العربية أو الإسلامية، بكون كل شهر منها له طعم ولون ورائحة، بعكس الاشهر العربية، باستثناء شهر رمضان، التي تأتي في فصول تختلف من سنة لأخرى.. وبالتالي يصعب أن تكتسب هذه الأشهر سمة محددة تتعلق بقدوم فاكهة ما أو حلول طقس بارد او حار، لأنها اشهر تتبع القمر، وليست شمسية، وبالتالي يأتي محرم مثلا في سنة شديد البرودة، وبعد عقود قليلة يعود بحرارة شديدة. وعلى الرغم من أننا أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، لكنها غير معروفة، فإننا نتبع ثلاث تسميات أو أكثر لأشهر السنة. فالسعودية مثلا تتبع التقويم الهجري، وتورده على مستنداتها، وأحيانا تذكر الشهر الميلادي معه. أما دول الخليج الأخرى فغالبا ما تستخدم الميلادي فقط، وفي أحيان قليلة تورد المصادف الهجري. أما لبنان وسوريا والعراق فإن اشهرها سريانية التسمية، أما المغرب والجزائر وتونس فتتبع التسمية الميلادية، ولكن بلفظ فرنسي غالبا. وهناك حالات أخرى ولكن غير مهمة.
متابعة قراءة أيَّار ومايو
«أبوي.. جاسم الخرافي»
«من طول الغيبات..» تلك الجملة الحبيبة كنت أسمعها دائماً عندما أغيب يومين أو ثلاثة عن زيارته في بيته.. كان يقولها لي عمي جاسم الخرافي، على ذلك النحو المبتور من دون أن يكملها، وعلى وجهه ابتسامة دافئة كمن يعاتبني على غيابي، وإن كان الغياب قصيراً.. كنت أجري إليه بلهفة «الابن» في خضم معاركه السياسية الكبرى، خوفاً عليه من «الأذى» أو «الضيقة»، فأراه جبلا من التفاؤل والصلابة والصدق.. أراه جبلا قويا محبا لوطنه وعلى وجهه الابتسامة الجميلة ذاتها التي طالما رأيناها في الجرائد والإعلام في أحلك الظروف وأمرّها.. ومن دون أن يقولها لي، كنت أرى في عينيه أن ما ظننته شأنا خطيرا لا يعد سوى «رشات رذاذ» أمام مشواره السياسي الحافل: من فينا سينسى أزمة الحكم؟ إذن ما دامت تلك الامور التي أقلقتني لا تعد سوى «رشات رذاذ»، فلماذا كان يعطي مفتعليها تقديرا عظيما فيكون أول الحاضرين في أعراسهم؟! لماذا كان أول الحاضرين عزياتهم؟ أول الزائرين في غرف مستشفياتهم؟ انه جاسم الخرافي الانسان، الذي يحترم خصومه ويقدرهم بأخلاقه.. المخلص لوطنه، الوفي لأصدقائه، والعاشق لأبنائه وأحفاده وأهله جميعا، والحريص على أدق تفاصيلهم.. لن أنسى أبدا «سوالفه» اليومية مع ابني غازي ذي السنة والأشهر الثمانية على سفرة العشاء عندما يحادثه بشغف واهتمام وتركيز كبير، وكأنما عمر غازي في الخمسين.. ولن أنسى، مهما طالت الحياة، اتصاله الاخير معي قبل وفاته بساعات قليلة، وهو يشرح لي ما اشتراه في تركيا، من ملابس اختارها بنفسه لابني ومولودتي الجديدة.. ذلك الحب العظيم الذي زرعته في دمي يا أبوي جاسم لا أجد في نفسي من بعده الا غصة دامية تذبحني على وداعك الأخير.. نم قرير العين يا حكيمنا وحبيب الكويت، وألف رحمة على روحك الطاهرة.. فقد أحببتك أبا وصديقا وحبيبا ورمزا للوطن، ولا املك في مصابنا الجلل الا ان أستذكر جملتك الحبيبة، فأكملها وأقول: «من طول الغيبات يا أبوي جاسم.. نلقاه بالجنة، بإذن الله تعالى».
ذات صُدفه
ذات صُدفه وجدت نفسي الهاربه مني ، وجدت نفسي التي تُشبهني ، نفسي التي تقرأ صمتي و تُشاركني حُب “داغستان بلدي” و حُب الفجر و السهر ، حُب سكون الفجر الظاهري و صخبه الباطن ، ذات صُدفه و الصُدَفْ لا تتكرر كثيراً في هذه الحياة ، كان اللقاء ، كان حديثاً عن كُل شيء عن الحقيقه و أيُ حقيقه !! حقيقه نزعنا بها كُل قناعٍ كُنا نُخفي وجوهنا به ، تحدثنا عن حياتنا أحلامنا آمالنا أهدافنا قصائدنا و كتاباتنا عن كُل شيء ، تعاهدنا على البقاء و اللقاء كـ نهرٍ لا يجد مصباً إلا قلب المدينه ، لم نكد نُنهي أول أحاديثنا حتى قالت “أنا فتاه أعشق الغياب بل أنا سـ أغيب في الحياة الأخرى هناك أشياء تنتظرني ، و ربما ربما سأعود كُن بـِ خير” قالتها و رحلت ، كُنت كـ من إستيقظ من حلم جميل أزعجته هذه اليقظه ، لم أجد سوى الصمت وسيله لتمالك نفسي من الإنهيار ، بحثت عن نفسي عن قصائدي عن كُل شيء جميل كان بين يداي ، لقد رحل كُل شيء معها ، مع من أتت بها الصدفه و غادرتني على عجل ، توسلت البكاء حتى لا أقع في فخ أن يلتهم الوجع قلبي ، لم تكن حلماً بل كانت حقيقه لكنها لم تدم طويلاً ، الآن أنا مدينة إنتظار و مرسى إنتظار و حياتي كلها إنتظار على أمل عودتها سـ أبقى صامداً على وعد “ربما سـ أعود” ، تطاولت أيام الغياب و إستبد الظمأ تسلطاً على قلبي ، كُنت في صراع بين هل تعود أو لا تعود ، كان الليل طويلاً جداً حتى ليالي الصيف القصيره كانت أطول مما يجب ، كان ليلاً بارداً و صباحاته شاحبه ، كُنت أنتظر كـ ميناء لا يعرف سوى إنتظار السفن لِـ تُلقي حمولتها فيه و ترحل ، عامٌ مضى و جاد الفجر بِـ صُدفه أخرى ، لم تكن كما كانت ، كان السواد يكتسيها ، كانت نبرة حديثها تكاد تختنق وجعاً ، كانت ترى الحياة مُجرد وجع ، قالتها و بِـ صوت تتكسر حروفه تعباً ، خذلتني كُل الأشياء التي كُنت لا أُريدها و ألزموني بها قاتلت من أجل بقائها و خذلتني ، تركتني على قارعة الطريق مُمتلئه وجعاً ، لستُ وحدي أصبح لي شُركاء في الوجع لقد أصبحت أُماً و أباً و جداراً لِـ من لا يعرفون سوء ما حدث و حجم تضحيتي من أجلهم ، أنا الآن مُجرد جسد يُشبه جذوع النخيل المُهمله على قارعة الطُرق الصحراويه ، أرى بِـ عيني تغير كُل شيء و أنا لا أتغير ، لا شيء في الأُفق سوى اليأس ، لم أعد جميله كـ ما السابق ، لم أعد مدينه تصب بها كُل أنهار قصائد الشُعراء ، أنا لا شيء ، كم كانت قاسيه هذه الصُدفه أعادتها لي جسداً بلا روح و شتاتاً لا يقوى إستجماع نفسه ، إستجمعت قواي و قلت : نحن معاً الآن و ما كان كان و ما سيكون سيكون هذا البُكاء و هذا العتب و هذا اليأس لن يُغير من الوجع شيئاً ، يكفي أننا معاً يداً تُمسك يد ، سنسير معاً و ننقذ بعضنا البعض و سنكون بخير نعم سنكون بخير ..
“قصه قصيره”
سلوك الاستبداد
الاستبداد اُسلوب قذر ومدمر في آلياته وأدواته، شعاره النيل من كرامة الانسان، وإذلاله، وسلب حريته وإرادته، وجعله تبع بدلا من أن يكون مبادر، يبرز رأي الفرد أو القلة على حساب الجماعة، يقصى أصحاب الكفاءة، ويقرب القادر على التطبيل والتزمير للمستبد، المعايير الأخلاقية تهمش، وتبرز معايير النذالة والخسة، تحطم آمال الشعوب وأفراد المجتمع، ينتشر الفقر، والبطالة، والمجاعة، والفساد، يسجن المعارضين، ويضيق على بعضهم، بل وحتى يقتل البعض الاخر، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بالشورى والاتفاق حول الأمور والقضايا، منعا للتسلط والتفرد.
متابعة قراءة سلوك الاستبداد
«وما زال يضحكنا وهو في قبره»!
اشتكى لى صديق -وهو يضحك- من ان حفيده -وهو من مواليد 2009- يصر على مشاهدة كل فيلم لإسماعيل ياسين، ما اضطره لأن يشترى له جهاز عرض خاص مع حقيبة مليئة بأشرطة «سى-دى» لمعظم أفلام هذا الكوميديان..الراحل!!
إسماعيل ياسين مولود في شهر سبتمبر من عام 1912، أى قبل مولد حفيد صديقنا بـ97 سنة..فقط لا غير، فكيف استطاع ممثل مات في عام 1972، أن يؤثر على طفل ولد في عام 2009؟!!
متابعة قراءة «وما زال يضحكنا وهو في قبره»!
النِّحل والملل والطوائف والحلول!
الكويت أحد البلدان القليلة التي تتعايش فيها الطوائف بسلام ودون مشاكل رغم تحريض المحرضين وتأجيج المؤججين في وقت لا تتوقف فيه الحروب المذهبية المؤسفة والتفجيرات والقتل على الهوية كالحال في العراق الذي يقع على حدود الكويت والذي عرف تاريخيا بالسلام بين أتباع أديانه وطوائفه ووجود صلات الرحم والمصاهرة حتى باتت القبيلة والعائلة الواحدة تتشكل من مذاهب عدة حتى بدأت الفتنة.
متابعة قراءة النِّحل والملل والطوائف والحلول!
مكملين برهاننا على مصر السيسي
مازالت مصر في حالة مخاض ترهقها بالرغم من النجاحات الكبرى التي منّ بها الله عليها على يد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أبرزها استعادة هيبة القانون وسيادته وهيبة القائمين عليه بعد أن سحقها جميعا المخلوع مرسي.
وقد تمت استعادة الأمن والاستقرار لشعب مصر وضيوفها فبدأت تدور عجلة السياحة والصناعات القائمة عليها وعودة الشباب الذين كانوا يعملون في القطاعات السياحية لأعمالهم وتم القضاء على جزء مهم من البطالة التي سادت في عهد المخلوع.. ناهيك عن المشاريع التي انطلقت ولعل أبرزها قناة السويس الجديدة، المهم أن عجلات الاقتصاد بدأت تتعافى وهو ما جعل الرهانات على عودة مصر لوضعها الطبيعي تشتد ويتأجج الحماس لها وعليها.
متابعة قراءة مكملين برهاننا على مصر السيسي
جاسم عفيف اللسان
رحل جاسم الخرافي، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، وحتما فإن الجميع يعرف من هو أبو عبدالمحسن سياسيا، ولكن القلة يعرفون جاسم الإنسان، ولن ألومهم لأنه رحمه الله لا يحب أن يتفاخر بما يقدمه من أعمال إنسانية لبلده أو لأبناء بلده وسيجدها بإذن الله أمامه بين يدي الله.
سأتكلم عن جاسم الخرافي الرجل الذي إن وعد أوفى، ففي أول لقاء معه شخصيا كان في ديواننا «ديوان الوحدة الوطنية» أثناء حملته الانتخابية في أول انتخابات بنظام الدوائر الخمس والأربعة أصوات، وكان من ضمن الحضور مجموعة من الإعلاميين وقد وعدنا بلقاء مطول معه بعد الانتخابات وقد أوفى بوعده وكان أول لقاء إعلامي لرئيس مجلس الأمة خارج المجلس.
متابعة قراءة جاسم عفيف اللسان