بدأت الحرب الإيرانية ـ العراقية عام 1980 وانتهت عام 1988، بعد أن خلفت خسائر هائلة، واكثر من مليون ونصف المليون ضحية، والنتيجة.. لا شيء!
هذه قصة أغرب من الخيال بينت بوضوح ما يمكن أن تجره الأنظمة الدكتاتورية من دمار على شعوبها والغير. وقامت المخرجة الكندية آن شين بتحويل القصة لفيلم وثائقي قصير وحزين.
يقول «زاهد» في الفيلم انه كان في الـ 13 من عمره عندما وقعت الحرب بين وطنه والعراق، وأنه قرر الهرب من والده، الذي كان يعتدي عليه، ليلتحق بالجيش كغيره من الصبية المراهقين. أثرت أهوال عليه كثيرا، وفكر في الهرب، ولكن دون جدوى. ويقول انه في يوم استعادة «خرمشهر» من العراقيين، ذهب لتفقد القتلى في خندق، وهناك رأى جثث الجنود مكدسة فوق بعضها البعض. سمع أنين احدهم فمد يده لجيبه يريد سلبه، واخرجها تحمل مصحفا وبداخله صورة امرأة وطفل، وأخذ الرجل يتوسل إليه أن يبقيه حيا، وقال له ان الصورة لصديقته وابنهما. يستطرد زاهد قائلا: انه أشفق على الرجل وأعطاه مسكنا للألم، وأخفاه لأيام خلف جثث رفاقه، ثم سلمه كأسير، ولم يره بعدها. متابعة قراءة زاهد وناجح
اليوم: 19 مايو، 2015
ما بعد القمة
ارست قمة كامب ديفيد هيكلية جديدة لتعاون دفاعي غير مسبوق بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة حيث أكد المتحدث الرسمي للبيت الأبيض أنهم منفتحون على مناقشة منح الشركاء الخليجيين وضع الحليف الرئيسي من خارج حلف الأطلسي ويتعهد الأمريكان بالعمل المشترك لكبح تهديد ايران الاقليمي وتدخلها بالشأن الداخلي..السؤال الذي علينا طرحه بعد القمة هل بلورت دول الخليج العربية سياسة جديدة موحدة تجاه ايران؟ بمعنى هل نملك رؤية موحدة في حال توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وايران حول التسلح النووي؟ دول الخليج جرت العادة ان الخوف يدب في هذه الدول اذا ساءت العلاقة بين الطرفين، لذلك فسنكون المتضرر الأكبر من أي صراع جدي بين طهران وواشنطن، ومن المفارقات الغريبة ان الولايات المتحدة عندما تقترب أكثر من طهران سنكون قلقين أكثر، لأن لدينا شكاً وريبة من سياسة الولايات المتحدة ولأن لدينا تصوراً بأن اي تقارب بين الدولتين سيكون على حسابنا. متابعة قراءة ما بعد القمة
مخرج لحالة متأزمة
أظن أننا أمام مأزق حاد، إن لم ينتبه له العقلاء فقد يؤدي إلى تغيير طبيعة النظام السياسي الكويتي القائم على قدر عالٍ من حرية التعبير وحرية التنظيم وحرية التجمع. المجتمع الذي يعبر فيه الناس عن آرائهم دون وجل أو خوف من حبس أو مساءلة أو متابعة أو تضييق، ذلك ما يميز هذا البلد الصغير، ويضع بصمة تميزه عن أشقائه في الخليج أو غير الخليج.
ماذا تريدون من «حدس»؟
ساءني المقال الذي كتبه الاخ احمد الديين مطلع هذا الاسبوع وتهجم فيه على كل شركائه في الحراك الوطني، ولم يسلم منه الا التيار الليبرالي المتحالف مع الحكومة والتيار اليساري! وكان من نصيب الحركة الدستورية الاسلامية ان اتهمها بالانتهازية!
اليوم لن أزيد من ألم الجراح المثخنة في جسد الحراك، ولن أعلق أسباب ذلك على مشجب الآخرين، كما يفعل الآخرون، لكنني أتساءل ماذا تريدون من حدس ان تعمل وتقدم أكثر مما عملت وقدمت؟! نظرة سريعة لكنها منصفة لمواقف حدس منذ بداية الحراك الى اليوم، نجدها لم تتأخر عن أي نشاط أو فعالية تمت الدعوة اليها من أحد مكونات هذا الحراك! ولم يحدث ان اعتذرت عن أي مشاركة في الخطب والكلمات التي تُلقى في هذه الانشطة! ولم تتأخر في التوقيع على أي بيان سياسي دعيت اليه، باستثناء البيان الاخير عن الزميل سعد العجمي، الذي كانت حدس قد أصدرت بيانها بشأنه قبل يوم من اجتماع القوى السياسية!
هل شاركت حدس بالانتخابات التي تمت مقاطعتها بسبب مرسرم الصوت الواحد؟ هل مارست الانتهازية وشاركت بالصف الثاني؟ هل شاركت في حكومة الصوت الواحد؟ هل مارست الانتهازية وطرحت أسماء محسوبة عليها للمشاركة في الحكومة؟!
ماذا تريدون من حدس أكثر من ذلك؟ أي منصف وعاقل يجد لحدس العذر لو هادنت وداهنت السلطة بسبب ما أصابها وأصاب تيارها في الخليج بل والعالم كله من قمع وتنكيل واقصاء وتقييد للحريات، ومع هذا ها هي الحركة الدستورية الاسلامية يتصدر رموزها جميع الانشطة الميدانية لدرجة ان رموزا في الحكومة اتهمونا بأننا وراء كل هذا الحراك، وأن حدس هي الوقود الذي تدب فيه الروح، ولذلك تمت محاربتنا في جميع المجالات، وحُرم شبابنا من المناصب والبعثات والتعيينات، كل ذلك، ولم نفكر بالتراجع ولم نتردد بالمشاركة! ولعلك تذكر يا أخ احمد أن التكريم الذي أقيم في ساحة الارادة لم يكن لنا فيه دور، ومع هذا.. تم اتهامي شخصيا من رمز حكومي بأنني انا من جهز الساحة ورتب البرنامج! فهل تبرأنا أو تراجعنا في مواقفنا؟ هل لاحظت كتاباتنا فترت أو انحرفت؟!
ستظل الحركة الدستورية الاسلامية رائدة العمل السياسي، ليس بالتضليل الاعلامي، بل بالواقع الذي يحكي مسيرة رائعة ومواقف مشرفة وتاريخا طويلا من الثبات على المبدأ! ستظل الحركة وسام شرف على كل من ينتمي اليها ولن تثنيها تهمة هنا أو افتراء هناك!
***
سيكون هذا آخر مقال لي قبل الاجازة الصيفية.. وسأعود، بإذن الله، مطلع اكتوبر القادم، والسبب انني وجدت الافق على سعته يضيق بالكلمة الحرة، والنفوس المريضة لم تعد تحتمل حق الآخرين في التعبير، وكنت اتحمل هذا الوضع على مضض الى ان جاء مقالي الاخير يوم الاحد الماضي، فوجدت الرقيب فعل فيه الأعاجيب.. وطبعاً وفقاً للقانون (!)، فظهر بشكل مشوّه، عندها أدركت أننا لم نعد نعيش في ديرتنا التي كنا نعرف، أو تلك التي نريد، فقررت الانسحاب مؤقتاً لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..!
نكبة.. بل نكبات!
لم تكن نكبة 48، التي مرت ذكراها قبل أيام، أولى النكبات، ولا آخرها، بل سبقتها نكبات مرت بالأمة العربية والإسلامية، وتلتها أخرى، لكن النكبة الكبرى هي أن تمر بنا النكبة تلو الأخرى ولا نتعلم منها، ولا نقف على أسبابها الحقيقية، بل نستمر في تعاطي الأسباب ذاتها لنقع بالمسببات ذاتها.
النكبة الكبرى أن نتعامل مع اثارها كأمر واقع لا نملك إلا الاستسلام له، والقبول به على حساب حقوق الملايين من المشردين واللاجئين، وحقوق الأمة بأسرها! متابعة قراءة نكبة.. بل نكبات!
أميركا والشرب من المياه المالحة!
قد يكون لمؤتمر كامب ديفيد الذي جمع القيادة الأميركية بالقيادة الخليجية فائدة رئيسية، وهي كشف المستور وظهور القوى التي تعادي أي تقارب أميركي ـ خليجي، وعلى رأس هؤلاء اللوبيات المعادية للعرب التي تدير الإعلام الأميركي، حيث تفرغت أغلب الصحف الأميركية الرئيسية لنشر الأقاويل والأكاذيب المحرضة والمؤججة للإساءة للعلاقات الخليجية ـ الأميركية التاريخية. متابعة قراءة أميركا والشرب من المياه المالحة!
إغراءات الدنيا
لماذا الحزن؟ لماذا الكآبة ؟ لماذا يصر كثير من الناس دوما على الشكوى واستذكار الذكريات الأليمة التي مرت في حياتهم عندما يعيشون لحظات سعيدة؟ لماذا كلما سألت شخصا عن حاله وأحواله غالبا ما يكون رده بالشكوى والتذمر من سوء الأوضاع حتى لو كان من المشهود لهم بالنجاح ؟، لماذا يحب البشر دوما أن يشعروا بأنهم ضحية الظروف وغدر الآخرين وأن الحياة لم تكن عادلة معهم كما هي مع غيرهم؟
في اعتقادي أن هذا التشاؤم يعود الي أن البعض يرفضون السعادة لأنهم يعتقدون أنهم لا يستحقونها او لخشيتهم من زوال النعم بسبب الحسد والعين.. ليتنا جميعا نتعلم الاستمتاع بما تعطينا إياه الحياة من نعم، ونعمل أكثر ونشكو أقل عندما تعاكسنا الظروف، ونتذكر دوما الآية الكريمة: (وأما بنعمة ربك فحدث)، هناك من يعتقد أن السعادة هي في المال والقوة والنفوذ او هي البيت الفخم والسيارة الفارهة والملابس الغالية وكثرة الأولاد هكذا يظن البعض، لكن هل ظنونهم صحيحة؟
لا شك أن للأشياء الجميلة قيمتها وللمال غاياته وحلاوته، ونعلم أن كل ما في الحياة الدنيا أمل للغالبية العظمى من الناس، لكن أن تسيطر المادة على الأنفس وننسى المقربين الذين كافحوا وناضلوا معنا لهثا وراء إغراءات الدنيا للتمتع بها، سواء كان التمتع بالحلال أو الحرام، وأن ندوس على الغير تحت بند الغاية تبرر الوسيلة، وأن يشطح بنا الغرور، فنكون قد تناسينا إنسانيتنا ونسينا الله رب الكون وخالقه، وتحولنا إلى آلات تسير دون أدنى إحساس أو مشاعر راغبين في الوصول لأوساخ الدنيا غارسين في المقربين الشعور بالألم والإحساس بالخسارة.
«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» أي مركز وصل هؤلاء إليه كان يوما لغيرهم وسيصبح غدا لغيرهم، وأي مال ملكوه اليوم لهو إلى زوال، خاصة حين لا ينفق في أوجه الخير ويغدو للشر والرذيلة، إن هؤلاء عادة ما يكونون من محدثي النعمة التي جاءت إليهم في وقت متأخر فطغوا واغتروا. الحياة إلى فناء، لو أدرك الآخرون حقيقة أن نهاية الواحد منا إلى قبر وكفن لاتعظ وخشي ربه في بيته وماله وولده وحسب للآخرة ألف حساب وأعطى من يستحق العطاء وشكر وحمد و(لئن شكرتم لأزيدنكم)، اليوم نرى وجوها ارتدت أقنعة مخيفة من ظلم وقسوة وخيانة، أقنعة ظن فيها هؤلاء الآخرون أنها ستصل بها لأكثر من المال المملوك أو المركز المرموق، ونظرة فاحصة للمجتمع لسألنا أنفسنا أين هي الأسماء التي رنت في سماء المال والأعمال والجاه وأين غدت، اسماء لامعة انمحت إما بنهاية العمر أو انحسار الأضواء عنها أو لتقاعدها وانزلاق المقاعد عنها، كل ما سيبقى ويظل الذكر الطيب والسمعة الحلوة التي يكون صاحبها أسسها بخلقه ودينه، بتعامله الراقي مع الآخرين بالعدل والإحسان ومقابلة الإساءة بالحسنة الطيبة والتواصل الحسن..
أولاد الغسالة والملحة والبطة السوداء
يبدو لي أن بضع تعبيرات لغوية شعبية مستخدمة في الكثير من الدول العربية، بمقدورها أن تكون منطلقاً مهماً للباحثين في الدراسات الإنسانية والاجتماعية، والمهتمين بالتنمية البشرية، باعتبارها شكلاً من أشكال تنفيس «الغاضبين والمهمشين والمتذمرين» (سلام الله عليهم) من جهة، ولأنها تمثل – ديموغرافياً – حالةً من «التنبلة» المؤدية إلى تقديم الطبل وتأخير العقل.
* «ولد البطة السوده»: قد يعبّر أحدهم عما يلم به من غضب أو حنق أو عتاب حين يفوته قسرياً حق من حقوقه، أو أمل وضعه أمامه علّه يناله، وبذل من أجل ذلك جهده في التعليم واكتساب المعارف وتطوير الذات والعمل بجد واجتهاد، ليأتي اليوم الموعود فيجد نفسه خارج قائمة الترقيات أو المكافآت أو الامتيازات، وبالطبع، يجأر هنا بالشكوى: تارة رسالة، وتارة لقاءً شخصياً مع المسئول، وتارة يتوجه ليبث شكواه في الصحافة، ثم لا بأس أن تساءل: «لماذا أحرم من حقوقي رغم اجتهادي… هل أنا ولد البطة السوده». لا يا حبيبي، زمن ازدراء البطة السوداء انتهى، فهي اليوم قد تكون أفضل منك. متابعة قراءة أولاد الغسالة والملحة والبطة السوداء
لمَ تأخرنا ؟
حياتنا عبارة عن سباق وتسابق بكل الأمور، والظفر والفوز ليس دائماً للأوائل، فالأولية هي غالباً تُوجد الباب وتطرقه محاولةً الدخول فهي بمثابة الشمعة للآخرين، هذا حال التقدم أم التأخر فحالاته قاسية مريرة بل ومزيفة يبدو ذلك بواقعنا.
لأننا نرى التطور من الانسلاخ عن الدين والقيم والأعراف نحن متأخرون، لأننا ما زلنا نكرر الأسئلة حول الأبجديات ونكرر السماع لاجوبتها نحن متأخرون، لأننا نسأل عن انتصارات أسلافنا متعطشون لسماع قصصهم كي ننام باكراً نحن متأخرون، ولأننا فقط نسرد بطولاتهم تفاخراً نحن متأخرون.
لاننا نقلد ونقتدي بدول تظهر التطور والرقي وهي غارقة بالديون مدمنة على الدماء متقلدة الانحلال الاخلاقي«معظم الغرب وعلى رأسهما فرنسا وايضاً أميركا» وبالوقت ذاته نتغافل عن انجازات وبزوغ نجم قد كان منطفئ «تركيا الحالية» لأنه فقط مناهض لادعياء التطور المزيف نحن متأخرون، لأننا نرى الدين فقط صلاة وصيام نحن متأخرون، لأننا نرى أمننا متعلق بقوة غيرنا نحن متأخرون.
لأننا أول من يقرأ وآخر من يفهم ليطبق «إن فهمنا المراد حقاً» نحن متأخرون، لأننا نتفاخر بالماضي ونرى الحاضر هو المستقبل الذي نتمناه لأبنائنا نحن متأخرون.
تأخرنا وسنتأخر لأننا ما زلنا نرى تاريخ أسلافنا قصص للنوم وملاحم للتفاخر ووسادة لسكب العبرات وموضع للوم والحسرات، وعباءة نخفي بها حقيقة طموحاتنا الشخصية المحدودة دون استشعار أن الأمة جسد واحد تجمعها مبادئ عامة رئيسية هي في صالح الجميع.
تأخرنا لم يكن دهاء أو تريث ولا حتى مرغمين عليه، بل هو نتيجة عدم تقديرنا لما معنا وعندنا! لدينا عوامل الازدهار كلها وافضلها : دين وحضارة ومحفزات الارادة، وثراوت طبيعية، لكننا نعجز عن تصديق كل هذا لأننا متأخرين غير مدركين، نحن فقط نشعر بحماس التسابق والتقدم بالبرامج الهابطة السخيفة التي أشغلت الصغار قبل الكبار.
في الحقيقة نحن نرى التأخر ميزة كي لا تظهر رؤوسنا أمام من نسميهم الدول المتقدمة والقوى العظمى، وكأن الخوف قد أصبح عنواننا، مقتنعين بأن هذه الدول والقوى تخشى حضارة ما! ونحن ما زلنا مُصرين على أن المقصود غيرنا!.
من اشكال تأخرنا تلك الحملات التي نقيمها لجمع التبرعات من اطمعه وملابس وأموال ؛ وكأننا نجهز المنكوب ونزينه ونشبعه ليُقتل! وعكس ذلك ليس بقطع هذه المعونات وترك المنكوب يقتل، بل المطلوب هو التجرأ لحمايتهم والدفاع عنهم بشكل حقيقي وصريح لا الضعف بلباس الدبلوماسية المصطنعة للأسف.
أيها المتأخرون من سبقكم بعصركم ومن سيسبقكم فيما بعد ليسوا من كوكب آخر! بل هم فقط فهموا حقيقة القوة ومعنى الحضارة وذاقوا طعم الأمل ، هذا فقط ما جعلهم يسبقونكم.
***
ما بعد النقطة :
التأخر يجب أن نراه مرض عارض نستطيع أن نقوم منه وبصحة أفضل، افيقوا فحتى النوم قد ملّ منّا.