نشرت الصحف المحلية خبر تفجر الخلافات داخل تنظيم العمل الشعبي «حشد» الى العلن مع اعلان مجموعة من الاعضاء والمقربين من رئيس مجلس الامة الاسبق احمد السعدون استقالة جماعية من التنظيم على حساباتهم في تويتر، وذكر الاعضاء المستقيلون في خطابهم الى الامين العام لحشد النائب السابق مسلم البراك انهم لا يرغبون في الاستمرار في عضوية حشد (حركة العمل الشعبي).
لا نعرف طبيعة الخلاف الفكري او الشخصي بين رفاق الامس الذين لعبوا دورا كبيرا في حشد الشارع في السنوات الاخيرة.
الصحف ركزت على طبيعة الخلاف بين انصار السعدون وانصار مسلم البراك نظرا لتباين الآراء واختلاف الآليات المتبعة في التعامل مع الاحداث السياسية، السؤال لماذا يحدث الخلاف؟ وما طبيعته؟ ولماذا ادى الى تمزق الحركة مع انها حديثة المنشأ؟ واضح جدا ان الحركات والاحزاب السياسية في الكويت ليست ذات نهج ديموقراطي حر..فلو كان الافراد ديموقراطيين في حقيقتهم لتقبلوا الرأي والرأي الآخر داخل التنظيم..لكن طبيعة التنظيم ليست ذات نهج ديموقراطي يسمح بقبول الاختلافات وامكانية احتوائها ومحاصرتها.. الاحزاب والحركات السياسية في الكويت ليست ديموقراطية ولم تسع الى تعميق النهج الديموقراطي وتعزيزه ويعود السبب الى تخلفنا الحضاري فنحن حديثو العهد بالديموقراطية وممارستها وآلياتها وثقافتها والنهج المتبع فيها، نسيجنا الاجتماعي محكم بروابط طائفية وعائلية وقبلية قبل الروابط الوطنية.
تنظيم العمل الشعبي مارس نشاطه السياسي تحت سقف التوزيع القبلي للقوى وحاك انتماءات تاريخية واستحضر ارتباطات عائلية وقبلية.فالارتباط القبلي والعائلي شكل العامل الاكثر فعالية في تنظيم وتكوين العمل الشعبي والدليل على ذلك طبيعة الانقسام الذي حدث في الحركة حيث اخذ منحى قبليا عائليا.
نحن نواجه اشكالية ذات اهمية بالغة بحيث لا يمكن لنا تصنيف التنظيمات في المجتمع الكويتي ضمن اطار الاحزاب التي تميز المجتمع المدني في الغرب، فالحزب لا يمكن له ان يكون دينيا او طائفيا او قبليا واذا كان كذلك فهو ليس بحزب ذلك ان هذا الفصيل من الاحزاب يرقى الى ما قبل الدولة الديموقراطية التي ظهرت في الغرب في مرحلة الدولة الاستبدادية.
ومن هذا المنطلق فاننا عندما نتحدث عن التيارات والتنظيمات السياسية في الكويت يجب الا يغيب عنا ان هذه التنظيمات في واقعها الحالي لا يمكن لها بأي شكل من الاشكال ان تقود الى طريق ابواب الاصلاح والديموقراطية.