وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن قيام هذا الزعيم الكوري الشمالي الشاب (لم أقل الولد) بقتل وزير دفاعه، قصفاً بصاروخ مضاد للطائرات. ليش؟ لأنه غفا أثناء وجود الزعيم الشاب الملهم، رئيس الجمهورية. وقيل إنه لم يكتف بالغفوة، بل لم ينتبه لسؤال الرئيس الشاب، فٓحَقَّ قصفه.
الحبكة ليست هنا، فهذا ما اعتدناه، ولا جديد فيه… إنما الحبكة هي أن العربان تضاحكوا عند قراءتهم الخبر! أي والله. تضاحك العربان بعد أن تقمصوا أرواح الشعوب الاسكندنافية، وتظاهروا بأنهم يسمعون بمثل هذه “المضحكات المبكيات” للمرة الأولى.
على ماذا تتضاحكون يا سادة؟ على إعدام وزير دفاع؟ وكيف مات عدنان خير الله، وزير دفاع صدام حسين؟ وما الذي حدث لصهريه (صهري صدام) الذين كانوا من عصبته القريبة من قلبه؟ وما الذي حدث لجلاوزة بشار الأسد، الذين قرر رميهم في القمامة، وأشهرهم غازي كنعان، الذي “انتحر بخمس رصاصات”؟ بربكم أي الخبرين يُضحك أكثر من الآخر؛ خبر إعدام وزير دفاع لأنه غفا، أم “انتحار” قائد عسكري بخمس رصاصات؟ وما الذي حدث قبل أيام لرستم غزالة، الذي لم “يغف” ولم يغفل عن سحق الناس، وتهشيم البسطاء، إرضاءً لسيده، السفاح الأكبر؟ وقبل ذلك، ما الذي حدث لرفاق صدام ورفاق حافظ؟ وما الذي حدث لعبدالحكيم عامر وآخرين كثر؟
على أية حال، أظن أننا لو دققنا جيداً في نسب هذا الشاب الكوري، لوجدناه من العرب الأقحاح. فهو يصفي من لا يروق له، بناء على الشك، ولا يُجهد عمره في البحث عن أعذار وتبريرات لمجازره، إذ ليس من العدل أن يفعل كل شيء، يكفيه أن يقوم بتصفية أحدهم، وعلى الشعب أن يتحمل مسؤولياته، ويبحث عن المبررات، إن كان لديه وقت. وهذه لعمري مزية فريدة للعربان.
وهذا الزعيم أيضاً، لفرط عروبته، يتحدث، ليل نهار، عن المخاطر التي تمر بها بلاده، وعن الأعداء المتربصين بها خلف الجدار، ويتحدث كثيراً عن أفضاله على الشعب والوطن، ويختار وزارءه بناء على الولاء لا الكفاءة، وتنتفخ أرصدته في وقت تتآكل فيه بلاده… وهذه من عادات العربان وتقاليدهم.
لذا، أتمنى على الإخوة النسّابة (الباحثين في الأنساب والأعراق) البحث جيداً عن أصول هذا الشاب، وأجزم أنهم سيُصعقون ويَصعقون.