يعتبر مظفر عبد المجيد النواب واحداً من اشهر شعراء العراق، وأكثر سلاطة لسان وجرأة في القول.
ولد مظفر في بغداد عام 1934، وتخرج في جامعتها مجازا في الآداب، وعين بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملكية في العراق عام 1958 مفتشاً بوزارة التربية، ولكنه سرعان ما اضطر إلى الهرب من وطنه، بعد اشتداد التنافس بين البعثيين والشيوعيين، الذين كان ينتمي اليهم، وتعرض هو وغيره للملاحقة والمراقبة. كان هروبه عن طريق الأهواز، إيران، القريبة من البصرة، في طريقه ربما إلى روسيا. ولكن سافاك الشاه تعرفوا عليه وأعادوه إلى وطنه، حيث حكم عليه بالإعدام، إلا ان تدخلات عدة أدت الى تخفيف الحكم إلى المؤبد. وفي سجن نقرة السلمان قام ومجموعة من السجناء بحفر نفق إلى خارج أسوار السجن والفرار. وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار، إلى أن صدر عفو عنه عام 1969 فرجع الى سلك التعليم، ثم غادر وطنه بعدها بسنتين ليستقر في سوريا، ويحصل على جنسيتها، ولكنه عاد إلى وطنه نهائيا عام 2011، بعد غياب طال أربعين عاما.
من أجمل قصائده ودواوينه «القدس عروس عروبتنا»، و«قمم قمم»، و«سوف نبكي غدا»، و«جزر الملح»، وغيرها الكثير.
يقول النواب، في لقاء تلفزيوني قديم انه التقى في عربة قطار أوائل الستينات مخصصة لركاب الدرجة الثالثة، امرأة جميلة. عرف منها أنها كانت تهيم وجدا بابن عم لها، ولكن اهله رفضوا اقترانه بها، فحزنت لذلك حزنا شديدا. وقالت له إنها كلما مر القطار الذي يقلها بقريته على الطريق تستعيد ذكراه وولهها عليه. ويقول إن قصتها الحزينة ألهمته وضع قصيدة عامية جميلة تحولت تاليا لأغنية عراقية جميلة، شدا بها الكثيرون، وهي أغنية «مرينا بيكم حمد»، التي تقول كلماتها العامية:
مرّينه بيكم حمد، واحنه بقطار الليل واسمعنه دق اكهوه وشمينه ريحة هيل
يا ريل (أي القطار) ص.يح ابقهر صيحة عشق، يا ريل
هودر هواهم (ضاع حبهم) ولك حدر السنابل كطه
يا ريل طلعوا دَغَش والعشق جذابي
د.ك بيّه كل العمر ما يطفه عطابي
تتوالف ويه الدرب وترابك..ترابي
وهودر هواهم، ولك، حدر السنابل كطه
آنه ارد الوك (أليق بحمد) ال حمد.. ما لوكن لغيره
يجفّلني برد الصبح وتلجلج الليره
يا ريل بأول زغرته لعبته طفيره
وهودر هواهم، ولك.. حدر السنابل كطه
احيانا القهر والظلم يخلق نوابغ …