النكبة مصطلح اطلق على المأساة الانسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على قصة وغصة تهجيرهم وهدم معظم معالم المجتمع الفلسطيني الاقتصادية والسياسية والثقافية والحضارية في عام 1948، وشملت قتل وطرد العائلة الفلسطينية من بيتها وأرضها وخسروا وطنهم لصالح اقامة الدولة الصهيونية اسرائيل، ونتجت احداث النكبة لاحتلال معظم اراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يقارب 750 الف فلسطيني وتحويلهم الى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم اكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسة وتحويلها الى مدن يهودية، وتدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية.
وكم نكبة نشاهدها يوميا في المجتمعات والدول الاسلامية؟، اصبحت الحياة من دون نكبة 1948، فاننا يوميا نشاهد تشريدا وتدميرا وقتلا ودماء وايتاما، والدموع من كثرتها اصبحت انهارا يتسلى على ضفافها بقية الاطفال، الذين لم تصبهم الحروب والفتن الا بما يخدش فقط، هذا هو العربي وهذا هو المسلم لا يحوم حوله السلام لأمرين : قتال وفتنة في مجتمعه والاخر طمع الاغراب فيه وفي ثروات ارضه، ولا يفترق الامر الاول عن الثاني، فمن يحرك الفتن الداخلية هو الكيان الخارجي الطامع والمستكبر، بسبب قلة وعي الناس وفقرهم، حيث ان الانسان غير الواعي هو جاهل للواقع وما ينتج عن جهله فعل خاطئ يؤدي ضررا، اما الفقر فهو لضعاف النفوس محرك لتحليل كل محرم في سبيل الحصول على المال او الجاه، وهذا ما نعيشه وسط عالمنا الاسلامي كنتيجة طبيعية لاستعمار طال سنين، فهذه مخلفاته، فقر شديد ومستوى يشمل عددا كبيرا من الشعوب، توهيم وتلفيق وتغييب الشعوب عن الحقيقة وتدليس الوقائع ما يؤدي الى عدم وعي وادراك للحقيقة.
وان زوال تلك النكبة المستمرة بيننا، بتطبيق الوحدة الشعبية الاسلامية، وان تدرك الشعوب الاسلامية باننا جميعا نشترك بذات المصير اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وان ما يحدث هو مخاض عسر لولادة طفل السلام والامان الذي به يزول كل الطغيان المهيمن على الشعوب الاسلامية.