ثلاث تجارات لن تبور: المتاجرة بالدين، المتاجرة بالأمل، والمتاجرة بالجنس.
لا يكاد يمر شهر، وغالبا وأنا في الخارج، دون أن تردني مكالمة أو أكثر تعرض المتصلة فيها، وهي دائما فتاة ذات صوت يقطر نعومة، تعرض، بعد «السلالالام عليكم» بيع نسخ من القرآن، أو إهداء نسخة منه لمن أحب. ويبدو أن جعبة مستغلي الدين للإثراء لن تنضب أبدا، ففي كل يوم لهم حيلة، طالما أن هناك جهلة. وقد ذكرتني هذه العروض بأحداث فيلم «بيبر مون Paper moon» لريان أونيل وابنته تاتوم، حيث يقوم بطل الفيلم بتتبع أخبار وفيات المنطقة، وطباعة اسم اي رجل متوفى على نسخ من الإنجيل، في المطبعة الموجودة في مركبته، ثم يقوم بزيارة بيت الأرملة، طالبا مقابلة زوجها، فتخبره هذه بوفاته وتسأله عما يريد، فيعتذر بأسف ويهم بالمغادرة، لتناديه طالبة منه أن يعلمها سبب قدومه، فيقول لها ان زوجها قام قبل فترة بطلب طباعة نسخة خاصة من الكتاب المقدس تحمل اسمها مع إهدائه الشخصي لها! تنطلي الحيلة هنا على الأرملة المسكينة، وتدفع له ما طلب، والدموع تملأ عينيها، امتنانا! متابعة قراءة تجارات لا تبور