الربع غاضبون، يلطمون، يتحلطمون. ليش؟ تسألهم، فيجيبون: “هذه الحكومة لم تعد تخجل، وكلما فشلت في شيء، وهي في كل شيء فاشلة، ألقت اللوم على الآخرين. فسبب تعطل التنمية هو المعارضة السابقة، التي غادرت الميدان واختفت آثارها، وسبب فشل وزارة الشؤون هو إفطار الموظفات، وسبب الازدحام المروري هو استهتار الناس بالقوانين المرورية، ووو…، لم تعترف يوماً أنها غير قادرة على العمل، وأن الإنجاز في عهدها أصبح كالغول والعنقاء”.
حقيقة، لا أدري لماذا لا ينظر الربع الغاضبون إلى الموضوع من زاوية أخرى، زاوية التفاؤل… لماذا لم يحمدوا ربهم أن الحكومة لم تنشر تصريحاً عبر وكالة الأنباء الرسمية، وباللهجة المحلية، إمعاناً في الغطرسة: “أي نعم ما سوينا شي، وفسفسنا فلوسكم، وتحولت الكويت في السنوات العشر الأخيرة إلى كولومبيا مشوهة، ولا نفكر أساساً في حل مشكلاتكم، ولا تهمنا اختناقات المرور، ولا يشغلنا تطوير المستشفيات، ولا المدارس، ولا نفكر في بناء جامعة، تؤانس وحدة جامعتكم غير المعترف بها عالمياً، ولا يهمنا انتهاء صلاحيات طياراتكم، ولا نكترث بتوفير مساكن لكم… برأسك شيء أيها الشعب المزعج؟ تبون شيء؟ امشي مناك انت وياه”.
هي لم تقل ذلك، بل احترمتنا وبحثت عن أعذار تعزينا، وطبطبت على أكتافنا، رغم أن الريح معها، والجمهور معها، والملعب ملعبها. تذكروا أنها تقدم لنا التبريرات، رغم أنها ضمنت الدوري والكأس، وتلعب “تحصيل حاصل” أو “تعبيث عابث”.
خذوها مني، ولا تردوها إلي… الوقت هذا وقت الحكومة وأنصارها. وأخشى أن تنتشر الحكومة وأنصارها في الشوارع والميادين، بحثاً عن ممتعض هنا وغاضب هناك. بعد أن تفقد أعصابها نتيجة انتقاداتكم المستمرة لها، فيصرخ وزير منبّهاً زميله، أثناء مطاردة الممتعضين في الشوارع: “حدّه حدّه حدّه”، كما في المسلسل البوليسي الكويتي.
احمدوا ربكم بكرة وعشياً، فمازالت الحكومة تحترمكم. وقبل أن تضطروها إلى إحالتكم إلى النيابة بتهمة “امتعاض الشعب أعاق التنمية”، فلا تغضبوها.
أطيعوني، وقبلوها على شفاهها بعد كل تصريح… اممممواح.