منذ انهيار الاتحاد السوفييتي والغرب يحاول إضعاف روسيا وإخضاعها لتكون تابعة، ولكن الرئيس بوتين استنهض قوة وعظمة الدب الروسي وقاوم بقوة وتحد وجلد فحقق الانتصارات، وكانت اكبر عملية لإضعاف روسيا وتدجينها قبل سنة ونيف، عندما أراد الغرب ضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، تمهيدا لنشر قواعده فيها لتجاور روسيا، وفي ذات الوقت فصل قاعدة الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود بالقرم التي بسببها كانت تتكلف الخزينة الروسية الكثير، بسبب القيمة الإيجارية الباهظة والابتزاز الأوكراني المستمر والمتواصل جراء مرور أنبوب الغاز الروسي الذي يمر عبر أراضيها لتصديره لأوروبا.
وعندما رفضت روسيا قام الغرب بفرض عقوبات اقتصادية قاسية، إلا أن روسيا قاومت وبشدة واتخذت قرارات جريئة، فقامت بضم القرم للاتحاد الروسي، ولايزال بوتين يمسك بتلابيب الغرب وحليفتهم أوكرانيا من خلال طلبات انفصال الأقاليم الصناعية التي يقوم عليها الاقتصاد الأوكراني، وقبل أن تأتي العقوبات بثمارها التي يتوخاها الغرب، قامت روسيا بفتح قنوات اقتصادية كبرى على الصين والهند حيث اكبر الاقتصادات الناشئة واكبر أسواق العالم على الإطلاق، فوقعت 40 اتفاقية اقتصادية وعسكرية مع الصين كان أهمها إنشاء خط أنابيب غاز للبيع على الصين ومنها للتصدير لآسيا.. واستبدلت استيراد احتياجاتها من أوروبا باستيرادها من الصين والهند وشرق آسيا، فخسرت أوروبا أسواق روسيا الضخمة، وتورطت أوروبا بمشاكل أوكرانيا الاقتصادية التي باتت قريبة من الإفلاس.. ومشاكلها العسكرية حيث المعارك ما ان تتوقف حتى تعود اكثر عنفا مع الانفصاليين..
وتتويجا لهذه الانتصارات الروسية أقام الرئيس بوتين احتفالا ضخم بمناسبة الذكرى السبعين لانتصار روسيا والغرب على قوى النازية والفاشية الهتلرية والموسيلينية واليابانية في الحرب العالمية الثانية.. وكان احتفالا عسكريا عظيما ومهيبا شارك فيه الآلاف من الجنود الروس ومن كافة قطاعات القوة العسكرية الروسية، وشارك فيه فصيل من القوات الصينية.. وهذا الاحتفال قاطعته أوروبا الغربية وأميركا ولكن حضره رؤساء الصين والهند والرئيس السيسي والعديد من الرؤساء الآخرين، وبهذا العرض العسكري العظيم، تؤكد روسيا بأنها عادت قوة عظمى ألغت ما ساد في السنوات الأخيرة من أن العالم اصبح أحادي القطب أعاد للذاكرة الحرب الباردة وتنافس القوتين العظميين للواقع من جديد بقوة بعد أن تربعت أميركا على عرش الدولة الأعظم لعقدين من الزمن.
وهذا ما يؤكد عودة روسيا وبقوة لينهي عقدين تربعت فيها أميركا على العرش العالمي كقوة أولى وان العالم لم يعد أحادي القطب وإيذانا لعودة روسيا لتشاركها على عرش القوة خلال سنوات قليلة لن تتجاوز الخمس سنوات..
واعتقد جازما بان روسيا حليف جيد ومناسب للعرب، خصوصا في هذه المرحلة التي تغولت فيها الماسونية على قرار الغرب وزعيمته أميركا، ورجحت خدمة المصالح الماسونية على مصالح الشعوب الأميركية والأوروبية.. فدعموا قوى الإرهاب بالعالم العربي، بالرغم من أن الشعوب هناك يعادون الإرهاب والإرهابيين، أو على الأقل بناء علاقة تحالفية بموازاة العلاقات مع أميركا والغرب، فهذا هو الوقت الأمثل لتحقيق تقارب مع القطب الدولي الصاعد، فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح