عادت الذاكرة يوم أمس (7 أيار – مايو) الى عام 2008 م ذكرى قيام المقاومة الإسلامية – حزب الله – بعملية نوعية حافظت من خلالها على وجودها كحركة مقاومة في وجه الكيان الصهيوني الغاصب بعد ان اصدرت الحكومة اللبنانية (غير الشرعية) انذاك قرارين اهدتهم بطبق من ذهب للكيان الصهيويني الغاصب .
القرار الأول كان قرار بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة للمقاومة الإسلامية ( والتي تعد توأماً لسلاح المقاومة و احد اهم عناصر قوة المقاومة) والتي عجز الاحتلال الصهيوني في حروبة المتكرره عن نزعها او اختراقها ، اما القرار الثاني هو قرار إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد (وفيق شقير) من منصبه لاتهامه بقربه من حزب الله ، وقد اعتبر القراران طعنة في ظهر المقاومة .
وقد اصدرت الحكومة اللبنانية هذين القرارين رغم فقدانها للشرعية ( لخروجها عن ميثاق العيش اللبناني المشترك الذي كفله الدستور وذلك لكون الطائفة الشيعية غير ممثلة في الحكومة باستقالة وزرائها احتجاجاً على عدد من التصرفات التي قامت بها الحكومة أثناء وبعد حرب تموز اعتبرتها المقاومة “تصب في صالح إسرائيل” ، وعدم وجود أي تمثيل وزاري لأكبر كتلة نيابية مسيحية والتي يتزعمها (العماد ميشيل عون)، فكان صدور القرارين بمثابة محاولة من حكومة (السنيورة) لإثبات شرعيتها لكن محاولاتها باءت بالفشل .
وقد اضطرت حكومة السنيورة بعد عدة ايام من المواجهات مع حزب الله وحلفاءه خاصة في الشمال والبقاع اللبنانيين الى سحبت القرارين الصادرين عنها ، كما اجتمع بعدها الفرقاء اللبنانين في الدوحة وخرجوا باتفاق أنهى الأزمة السياسية والذي سمى باتفاق الدوحة ، و تم انتخاب المرشح العماد (ميشال سليمان) كرئيسا توافقياً للجمهورية ، وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا توزع على 16 للموالاة و11 للمعارضة و3 للرئيس، وتعهدت كافة الأطراف بمقتضى هذا الاتفاق بعدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة والاتفاق على قانون انتخابي يرضي جميع الأطراف .
وبعد 7 سنوات عادت الذاكرة يوم أمس (7 أيار -مايو) وما زالت المؤامرة على المقاومة الإسلامية مستمرة من نفس الأشخاص (مع اختلاف الجبهة والعناصر) ، حيث كانت الحدود اللبنانية السورية على موعد لعملية ضخمة شنها حزب الله و الجيش العربي السوري على مسلحي جبهة النصرة وداعش ومن لف لفهم في جرود عسال الورد والجبة في القلمون لحماية الحدود اللبنانية وظهر المقاومة .
واسفر الهجوم عن سقوط عشرات القتلى والجرحى للجماعات التكفيرية وفرار وانهيارات في دفاعات المسلحين، مما مكن مجاهدي المقاومة الإسلامية من بسط سيطرتهم على كامل جرد عسال الورد بمساحة ٤٥ كلم ، مما شكل منطقة عازلة من خلال وصل جرد عسال الورد السورية بجرد بريتال اللبنانية.
ومابين 7 ايار 2008 الى 7 أيار 2015 مازال قدر حزب الله هو الحفاظ على لبنان رغم حملات التشويه التي تنال منه منذ تأسيسة في 1982 م ، لا لشيئ سوى لنفس البعض الطائفي ، ممن لا يوجد للكرامة مكان في انفسهم و لا يرغبون بتحقيق اي انتصار يحسب للأمة الإسلامية ولمحو المقاومة .