ماذا نفهم من الأحداث المتسارعة المخيفة التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط والتي للأسف بات يسيطر عليها الخطاب الطائفي النتن البغيض الذي أصبحت ناره تعلو على الرماد؟
قبل أن نبدأ بتشخيص الحالة، لا بد أن نؤكد أن الطائفية لا تتحرك إلا ومن خلفها قوة عالمية قادرة على رسم ملامح السيناريو وتنفيذه من خلال الأدوات، أولا علينا أن نعرف من تلك القوة ومن خلفها، وثانيا علينا أن نعرف من هم الأدوات التي من خلالهم تشتعل الحروب الطائفية.
طبعا الأخطر هو ما يحدث اليوم من زرع الفتنة بين المسلمين والسعي إلى إشعال نيران الطائفية تحت عنوان السنة والشيعة وهذا ما تهدف إليه القوة العالمية لعدة أهداف، أبرزها تشويه الإسلام والسيطرة على الدول الإسلامية وتحديدا الدول العربية.
عندما قرأت وأبحرت بكل ما يحدث من فوضى ودمار وقتل وتشريد ونشر الكراهية بين أصحاب الدين الواحد في منطقة الشرق الأوسط فضلا عن تسليط الضوء على هذه البقعة الإسلامية بالأرض من قبل الإعلام العالمي، وجدت أن هناك قوة عالمية رسمت كل ما نحن فيه من مشاكل وقضايا طائفية بغيضة، وتلك القوة تسمى بالماسونية.
باختصار الماسونية قوة عالمية تنطوي تحت مسمى منظمة أخوية يشترك في أفكارها أشخاص من جميع دول العالم، ولها العديد من الهيئات الإدارية المنتشرة بدول العالم بمسميات مختلفة بعيدة عن الاسم الحقيقي لها، وهيكلها التنظيمي سري وغامض، ودائما ما ترسم مخططاتها ضد الفكر الديني.
وكثير من المفكرين والكتاب غير الإسلاميين أشاروا إلى أن الحركة الصهيونية هي من يقود الماسونية، ودائما تتغلغل بالحركات الدينية باسم الدين لكسب المؤيدين لها من دون أن يشعروا بحقيقة تأييدهم للحركة الصهيونية، التي دائما ما تعادي الإسلام وتعمل على إنهاء الإسلام الحقيقي واستبداله بدين مشوه يراه الآخرون بأنه دين قتل ودمار وتشريد وذلك بهدف القضاء عليه، وهذا هدفهم الرئيسي وللأسف يتحركون من قبل بعض الرموز المحسوبين على الإسلام وحقيقتهم أنهم محسوبون على الماسونية.
بعدما عرفنا من هي القوة العالمية التي عرفناها باسم الماسونية، علينا أن نعرف من هم أدواتها؟
الأدوات دائما رفيقة الجهل والتعصب، ولا نستطيع أن ننكر أن لدينا من المسلمين بعض الجهلاء في دينهم وجهلاء في تعاملهم من الآخرين، وكل هذا ينتج عنه التعصب الذي يغذي العقول من قبل الأدوات الكبرى التي تحركها الماسونية من دون أن يشعر الكثيرون بسبب الجهل والولاء المطلق من دون أدنى جدال لأي تساؤلات أحيانا تحوم حول عقولهم.
إذا كانت هناك قوة عالمية تسعى لتدمير الإسلام وهناك أدوات جاهلة ومتعصبة تسير من غير عقل لتنفيذ مخططات العدو الحقيقي، فماذا علينا أن نعمل حتى نحافظ على إسلامنا وأوطاننا؟
علينا ألا نجامل على حساب أمن أوطاننا لا بد من محاربة كل طائفي يسعى لإشعال الفتن بين السنة والشيعة، وعلى السني أن ينتقد ويهاجم المتطرف الطائفي السني، وعلى الشيعي أيضا أن ينتقد ويهاجم المتطرف الطائفي الشيعي، لأن هؤلاء المتطرفين هم أدوات الماسونية من دون أن يشعرون بحقيقتهم بسبب جهلهم وتعصبهم الذي لن ينتج عنه إلا الدمار، والحقيقة التي يجب على كل متطرف أن يعلمها هي: لن يستطيع أحدكم إنهاء الآخر، فالحل الوحيد هو التعايش السلمي واتركوا الحساب لله تعالى فهو رب العالمين.