في مباريات كرة القدم نتحمس لتشجيع المنتخب أو نادٍ بعينه، بل ونشعر باطمئنان إذا كان المدرب محترفا وذا سمعة عالية، وكان اختيار وتكوين الفريق بمعايير حرفية اللاعب وتميز أدائه، ولدى الفريق خطة ويلعب بروح جماعية، وأخيرا هداف يحقق النتيجة بعدد من الأهداف المحققة للفوز.
ولو طبقت تلك القواعد على الحكومة وفريقها، كيف يمكن رؤيتها والحكم عليها؟
أولا: ربما يكون للحكومة مدرب أو كابتن مناسب هو رئيس الوزراء، لكن حينما ترى الحكومة تعلن عن توجه، ثم تعدل عنه، وتبادر لمشروع وبعدها تتراجع، وتقترح قانوناً ثم تسحبه، وإخيرا تدرج ضمن عملها مشروعات تتعارض مع قراراتها، تدرك أنك أمام «حكومة بلا خطة».
ثانيا: حين يعلن مجلس الوزراء ضوابط لتعيين القياديين ويؤجلها في الاجتماع المحدد، ويتم في أثنائه تعيين 22 قياديا، ويلي ذلك إصدار الضوابط، ثم يتم الاستثناء عليها أو تجاوزها من الوزراء، تدرك أن مؤسسية مجلس الوزراء مخترقة، وأن المجهود الفردي ربما يتحكم بقرارات الوزراء.
ثالثا: تنظر لقضية سكن العزاب، ثم تكتشف أن التضييق عليهم جاء بسبب خلو %40 من البنايات الاستثمارية، تدرك أن صانع ألعاب البعض من الحكومة ربما مصالح خاصة وليست المصلحة العامة، تماما حين تستغرب لماذا لا يتم توزيع 50000 قسيمة في سنة واحدة مرتبطة بتطوير لبنائها مع كل الشركات العقارية وشركات المقاولات، كل حسب إمكانيته، وهو ممكن، لكن يكتفى بـ 12 ألف قسيمة، مما يعني تراكم الطلبات 15 سنة، تدرك أن مصداقية الحكومة ووزير الإسكان ضعيفة.
رابعا: حين يؤجل مشروع جامعة حكومية ثانية مسائية بمباني جامعة الكويت، ويتأخر إنجاز مشروع الشدادية، ويتكدس الطلاب بمبنى الجامعة وبزيادة 3000 بأعداد المقبولين، فيتحول التعليم لمؤسسات «منح شهادات»، تدرك أن الحكومة ووزير التربية بلا بوصلة.
خامسا: حينما تتزايد طلبات التوظيف وتصرف بدل البطالة، وتُعيّن في الوقت نفسه اعداد كبيرة من غير الكويتيين في الصحة والعدل والتربية والشؤون والوزارات الأخرى، تدرك أن الحكومة ووزراء الدولة لمجلس الوزراء والمالية والتخطيط يناقضون ما يعلنونه من سياسات.
سادسا: وحينما تتردى الخدمات الصحية، وتصبح المستشفيات والمستوصفات بأقل من أدائها بمنتصف الثمانينات، رغم أنه يمكن أن تتحول المستوصفات خلال 3 شهور لمستشفيات مناطقية متكاملة Community Hospitals، ولا يتم عمل ذلك، تدرك أن الحكومة ووزير الصحة يضرون المصلحة العامة.. وغيرها وغيرها.
الكويت صغيرة مشكلاتها (إسكان، توظيف، تعليم، صحة، طرق) تحتاج الى لاعبين أكفاء محترفين من الوزراء بفريق متجانس يسجل أهدافا ملعوبة في مرمى الإسكان والتربية والصحة والمرور والخدمة المدنية، خلال سنة وتنتهي كل المشكلات، لكن لا الفريق موجود ولا الرغبة موجودة.. لذا فالبلد خسران وينخره الفساد في كل جوانبه.