أميركا أوباما تعمل بجد واجتهاد لنشر الفوضى عبر إشعال وإذكاء نار الفتنة الطائفية في العراق بكل طريقة ووسيلة حتى رأينا القادة الأميركان يتباكون على سنة العراق، وينتقدون الظلم الذي تمارسه قوات الحشد الشعبي، ويطالبون بعدم تدخله ضد داعش في حرب تحرير الأنبار.
يأتي هذا رغم أن معظم قادة السنة في العراق يطالبون بانضمام قوات الحشد الشعبي الذي انخرط فيه عدة آلاف من السنة، ومع ذلك مازالت أميركا تنفخ في قصة السنة ـ الشيعة بشكل فج وخبيث، وعندما رأت ترابط اللحمة العراقية وفشل كل مؤامراتها، قررت أميركا أن تدخل من باب آخر وهو تسليح العشائر السنية والبيشمركة، ولكن بعيدا عن الحكومة العراقية ودون أي تنسيق معها، بالرغم من أنها حكومة ديموقراطية جاءت عبر الانتخابات ويتشارك فيها كافة مكونات الشعب العراقي سنة وشيعة وأكرادا، والأهم أنها حكومة تحظى باعتراف الحكومة الأميركية والأمم المتحدة. والواقع أن تسليح العشائر من دون تسجيل السلاح ومن تسلمه، وفي معزل عن الحكومة القائمة هو أمر غاية في الخطورة، فهو بصورة أو بأخرى رشوة وهو مال وفير لن يرفض أحد الحصول عليه فالأسلحة قيمتها ملايين الدولارات في منطقة تعصف بها الحروب، وسوق السلاح رائجة والسلاح مطلوب أكثر من الخبز، فكيف سيكون حال العراق بعد ضخ هذه الأسلحة فيه؟ بل كيف سيكون حال المنطقة وخصوصا جوار العراق؟
والحقيقة أن أميركا يوما بعد يوم تكشف عن وجهها المجرم والقبيح، ولن نقول المحفل الماسوني الذي يعمل خلف الستار ويحرك أدواته فهو مخفي وليس أمامنا إلا الذي يعمل في وضح النهار ويتحرك أمامنا، إنها أميركا التي لطالما قلنا هنا إنها حليف وإنها تدعم حلفاءها بوفاء.
ولكن أميركا أوباما مسحت كل هذا وأصبحت اليوم العدو الأول والأخطر على الأمتين العربية والإسلامية، فهاهي تضرب الاستقرار في ليبيا وتحاصر حكومتها وجيشها الوطني، دعما لميليشيات فجر التي يتزعمها الإخوان المسلمون فرع ليبيا، كما أنها حاربت بكل الوسائل لإفشال ثورة الشعب المصري الثانية التي خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري يطالبون بإسقاط مرسي التابع لحركة الإخوان المسلمين فرع مصر، بينما دعمت أميركا بكل قوة الثورة الأولى على الرئيس مبارك التي لم يخرج فيها من الشعب المصري إلا ثلاثة ملايين. وهاهم يوقفون حربهم على قوى الإرهاب بالرغم من أن أميركا تتزعم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وهاهي أميركا اليوم تريد توزيع السلاح على الشعب العراقي وبعيدا عن الحكومة لتحريض الشعب العراقي على قتال بعضهم بعضا، ليجبروا الشعب على تفتيت وتقسيم وطنهم بين سنة وشيعة وأكراد، بل ولإعادة تقسيم المشرق من جديد بعد أن يتقاتلوا لسنين، فهل هذه تصرفات دولة عظمى معنية، بل وتقول إنها معنية بحفظ الأمن والسلم وحفظ حقوق الإنسان والاستقرار، فهل من الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان توزيع السلاح الثقيل والخفيف بين الشعوب وبث الفتن بينهم؟
لذلك فإنني أدعو رئيس الحكومة العراقية السيد العبادي وقيادات الشعب العراقي سنة وشيعة وأكرادا الى التعاضد والتكاتف وإدراك أبعاد المخطط الخبيث الذي تحيكه أميركا أوباما وضرورة التصدي له، ومنع تسليح الشعب العراقي في معزل عن الحكومة، بكل الوسائل حتى وإن تطلب الأمر رفع شكوى على أميركا في الأمم المتحدة، بل وحتى قطع العلاقات الديبلوماسية معها وإغلاق سفارتها وطرد ديبلوماسييها وجنودها المرابطين في العراق، ليس لخدمة العراق والعراقيين وإنما لخدمة الإرهاب والإرهابيين، فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح