استهلاك الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي في تزايد مطرد، على الرغم من انخفاض الايرادات المالية نتيجة انخفاض اسعار النفط بنسبة تزيد على %50، وستنخفض الفوائض المالية بحوالي 300 مليار دولار في هذا العام. الا اننا مازلنا مستمرين في هدر الكم الهائل من النفط والغاز والماء والكهرباء.. ولن نتوقف في الاسراف طالما اسعار الطاقة الأدنى مقارنة بجميع دول العالم.
تستهلك المملكة العربية السعودية أكثر من %45 من اجمالي انتاجها من النفط المكافئ من النفط والمشتقات النفطية والغاز، والبالغ 13 مليون برميل. وتستهلك المملكة حاليا ما يعادل 5 ملايين برميل من النفط المكافئ، في حين تستهلك الامارات المتحدة ما يعادل %55 من اجمالي انتاجها من النفط المكافئ، والبالغ 5 .4 ملايين برميل يوميا. في حين نستهلك في الكويت حوالي 520 الف برميل مقابل 2.9 من اجمالي الانتاج اليومي من النفط المكافئ، اي %17، اي اقل من الامارات ومن المملكة العربية السعودية لأسباب كثيرة، منها الكثافة السكانية وعدد المركبات، التي تتجاوز مليوني مركبة في دبي فقط. واستهلاك المملكة العربية السعودية مثلا اكثر بـ900 الف برميل من وقود السيارات يوميا.
والأهم من كل هذا معدل استهلاك الكهرباء في دول مجلس التعاون، حيث نستهلك في الكويت حوالي 54 ألف غيغاواط بالساعة، مقارنة بالأمارات 100 الف والمملكة العربية السعودية 260 الفاً، وتأتي مصر بعدها مباشرة بـ 142 الف غيغاواط في الساعة. ومازلنا في البداية، ولم تبدأ هذه الدول بايجاد حلول ووسائل تعليمية وتثقفية لخفض الاستهلك والحد منه، وما زلنا في مرحلة النمو بزيادة سنوية تفوق نسبة %5 على الطاقة، وما زلنا في مرحلة الهدر وعدم المبالاة بمساندة ومساعدة الوزارات المختلفة.
ولم تتخذ الدول الخليجية الاجراءات الضرورية والوقائية حول كيفية التعامل، في حال بقاء اسعار النفط على المعدل الحالي لـ3 سنوات قادمة، وما هو المطلوب. وكيفية التعامل مع تراجع الايرادات المالية، ولا من تفعيل للرأي العام والحلول والآليات المطلوبة والمشاركة الجماعية في خفض الاستهلاك ووقف الهدر المتنامي والمتزايد على الطاقة.