لا يمكننا ونحن نشاهد تطور الأحداث في المشهد السوري والتقدم الملحوظ للثوار السوريين ضد قوات نظام بشار إلا أن نتذكر مقابلة الرئيس الأميركي أوباما مع الصحافي توماس فريدمان في 4 أبريل الماضي، حيث قال «لماذا لا يقوم العرب بالقتال ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ارتكبت بسورية؟» وكما أكد أوباما بنفس المقابلة على «التزام الولايات المتحدة بأمن حلفائها بالمنطقة وعدم تعرضهم للغزو الخارجي».
يبدو أن كلمات أوباما كانت مشجعة لحث دول الجوار الداعمة للثورة السورية للعمل والتنسيق فيما بينها، ولا يخفى على أحد أن الانتصارات الأخيرة لم تكن لتحصل لولا زيادة التنسيق بين فصائل الثوار والتي تعكس وبلا شك، تفاهما إقليميا بين الداعمين الرئيسيين للثوار (السعودية – قطر – تركيا).
وهذا ما أشارت إليه جريدة نيويورك تايمز عندما علقت على خبر تحرير مدينة إدلب قائلة «الثورة السورية أخيرا تجني ثمار التقارب السعودي ـ التركي».
ربما أدرك الفاعليون الإقليميون في المنطقة، أن الحليف الأميركي لا يمكنه دائم القيام بكل الأعمال بدلا عنا، وانه يجب علينا تحمل أعباء منطقتنا وأمنها، بالتأكيد أن عاصفة الحزم كانت أحد الأمثلة على قيامنا بواجباتنا بأنفسنا.
ليس بالضرورة أن يتعامل التحالف الجديد مع الحالة السورية بنفس طريقة التعامل مع الحالة اليمنية، فعاصفة الحزم في اليمن كانت جوية، وعاصفة الحزم في سوريا ربما تكون على شكل ترتيبات استراتيجية بين الفصائل وتسليحها تسليحا نوعيا تستطيع معه تغير موازين القوى على الأرض.
ختاما – نظام بشار فقد مصدرا مهما كان يزوده بالمقاتلين، وأقصد العراق وإيران بسبب الانشغال بالقتال مع «داعش» والذي استنزف مواردهم البشرية والعسكرية، مما جعل روسيا الحليف الأقوى لنظام بشار تزيد من جهودها للوصول الى مخرج سياسي له – عبر استضافة مؤتمرات لبعض عناصر المعارضة السورية لنقاش تسويات سياسية معهم، كما أن روسيا تدعم الجهود المصرية في استضافة اجتماعات للمعارضة السورية من اجل استئناف مفاوضات جنيف 3 وفق مقررات جنيف 1و2.
*خلاصة: الحزم أصبح أمرا واقعا في منطقتنا، ورغم أن أهداف سياسة الحزم واحدة إلا أن وسائلها مختلفة.