كان لسلاسة انتقال الحكم في السعوديه من السلف الراحل عبدالله الي الخلف الملك سلمان أثر قوي علي خصوم المملكه بكافة توجهاتهم وأشكالهم، فقد جرت العادة – في دول العالم الثالث- أن يموت الحاكم فتحيط بقصر الحكم عشرات الدبابات، ويلتف حول وزارة الاعلام عشرات المدرعات، وتنتشر الآليات المسلحه ذاتها حول وزارة الدفاع وعلي مفارق الطرق الرئيسية، لكن شيئا من هذا لم يحدث في الرياض ، بل كل ما احتاجته عملية نقل السلطة هناك الي زيادة أعداد رجال شرطة المرور لتنظيم سير المعزيين والمبايعيين و.. الكثير الكثير من القلوب المفتوحة والنوايا الطيبة والنفوس الهادئة!
«الأعدقاء» – وهم نصف أصدقاء ونصف أعداء – أو«نصف بشر ونصف وحوش» كما في الأساطير اليونانية القديمة اعتقدوا ان سياسة المملكة سوف تتغير بين عشية وضحاها من النقيض إلى النقيض، وبأن السعودية – العصية علي الأخرين بالأمس أيام عبدالله – ستصبح لقمه سائغه سهلة الإبتلاع أيام سلمان، ونسوا إن شجرة الملك المؤسس الراحل «عبدالعزيز» طرحت – وستطرح لعقود قادمة- فاكهة واحدة لايتغير طعمها أو حلاوتها بين واحدة وأخرى، وهي الثمار ذاتها منذ تولي أول الأبناء الملك سعود مرورا بالراحل الكبير عبدالله وانتهاء بخادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز!.
مبادئ المملكة ثابتة لاتتغير بوفاة ملك أو مجئ ملك أرسي دعائمها موحد الجزيرة العربية منذ دخوله الرياض عقب خروجه من الكويت في بدايات القرن الماضي، والذين دقوا الطبول ونقروا الدفوف وعزفوا بالمزامير علي تغيير في المواقف السعوديه إنما هو «عشم ابليس بالجنة» وحلم المشرك برضى الرحمن! نقول قولنا هذا ليس عنادا في الرأي الأخر والاحتكارا للصواب عن الغير، بل لأن الخطر الذي يهدد أمن وسلامة المملكه وبقية شقيقاتها من دول الخليج مازال أمرا واقعا يتجدد كل يوم، بل ويتزايد شرره في كل لحظة ففي شمال شبه الجزيرة العربية «عراق» ممزق ومهلهل وجمر تحت رماله، وبقربه «سوريا» المحترقة والملغومة بالملل والنحل والأطماع، وفي جنوبها «يمن» تضطرم ناره ويزداد لهيبه وتنصهر جباله.
فعن أي تغيير في السياسات يطمح «أنصاف البشر أنصاف الوحوش» من «أعدقاء» المملكة، بل أعداء المنطقه برمتها أن يرونه في غياب عهد قديم ومجئ عهد جديد ينبض في قلب الأمة الإسلامية ؟! تقول العرب في أمثالها: «لاتكن رأسا، فإن الرأس كثير الأذي»، والجارة العزيزة لم تشأ -باختيارها- أن تكون رأسا، بل شاء قدرها أن تكون رأسا يتحمل الأذي لكنه لايصبر عليه ، بل يرده الي نحور أهله ممن اعتقدوا – ذات يوم-إن وصفهم لقيادة المملكه بأنها «هرمة» ستجعلها تسقط في أيدي قيادتهم «النزقه» بعد أن تغلب نصفهم «الوحشي» علي نصفهم ..الإنساني!! هم أرادوا، وابليسهم أراد، لكن الله فعل مايريد وأطفأ نارهم وخاب ..مسعاهم !